تغير المناخ يطيل موسم الحساسية.. نصائح فعالة للوقاية!

تغير المناخ يُمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، حيث يمتد تأثيره إلى زيادة مدة الإصابة بالحساسية الموسمية. يشير بحث علمي حديث إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى بدء موسم الحساسية الربيعية مبكرًا، مما يطيل فترة التعرض لحبوب اللقاح. هذا التغيير ليس مجرد نظرية، بل يعتمد على نماذج حاسوبية تحاكي سيناريوهات الاحتباس الحراري، مما يعني أن الأفراد المعرضين للحساسية قد يواجهون أعراضًا مثل احتقان الحلق، سيلان الأنف، والعطس لفترات أطول.

تغير المناخ وامتداد موسم الحساسية

يُظهر البحث المنشور في مجلة Nature Communications أن درجات الحرارة الأعلى قد تسبب بداية موسم الحساسية الربيعية قبل 10 إلى 40 يومًا، مع تمديد انبعاثات حبوب اللقاح في فصلي الصيف والخريف بما يصل إلى 15 يومًا إضافية. يؤكد المؤلفون أن هذه التغييرات، الناتجة عن زيادة ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة، ستزيد من كمية حبوب اللقاح المنبعثة، مما يعزز من خطر الإصابة بالحساسية. كما أن النماذج تتوقع نمو النباتات المنتجة لحبوب اللقاح في مناطق جديدة بسبب الاحترار العالمي، لكن التركيز الأكبر يكون على إطالة موسم الحساسية بدلاً من زيادة مساحات النباتات. هذه النتائج تعتمد على محاكاة حاسوبية، لكنها تشير إلى احتمالية عالية لتفاقم المشكلة مع مرور الزمن.

الاحتباس الحراري وتفاقم مسببات الحساسية

بالإضافة إلى إطالة الموسم، يمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة كمية حبوب اللقاح اليومية بنسبة تصل إلى 40%، مع ارتفاع إجمالي الانبعاثات السنوية بنفس النسبة، وفقًا للنماذج. هذا التأثير يرتبط بزيادة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، كما أكدت دراسات أخرى في مناطق مثل خليج سان فرانسيسكو، حيث رصدت زيادة في أعداد حبوب اللقاح بين عامي 2002 و2019. في هذه الدراسات، لم يكن ثاني أكسيد الكربون أو دخان الحرائق العامل الرئيسي، بل الظروف المناخية نفسها. بالنسبة لمرضى الحساسية، يُحفز هذا الوضع جهاز المناعة، مما يؤدي إلى أعراض مثل حكة الجلد وسيلان الدموع، ويجعل الإدارة اليومية أكثر صعوبة.

أما بالنسبة للوقاية، فهناك خطوات فعالة يمكن اتباعها لتقليل التأثيرات. على سبيل المثال، تجنب المحفزات مثل حبوب اللقاح يمكن أن يساعد من خلال استخدام مكيفات الهواء في المنازل والسيارات، وتجنب فتح النوافذ لتقليل التعرض. كما يُوصى بتغيير مرشحات الهواء بانتظام واستخدام أجهزة تنقية الهواء لتقليل انتشار حبوب اللقاح. بالإضافة إلى ذلك، تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية وتغيير أغطية الأسرة يساعد في إزالة الغبار ووبر الحيوانات، بينما الاستحمام بعد الخروج يزيل حبوب اللقاح من الجلد مباشرة.

أما الأدوية، فيمكن أن تكون حلاً سريعًا، حيث يساعد تناول مضادات الهيستامين أو كورتيكوستيرويدات الأنف دون وصفة طبية في تخفيف الأعراض. وفي حالات الشدة، يُفضل الفحص الدوري لدى الطبيب، الذي يمكنه تحديد العلاجات المناسبة أو إحالتك للرعاية المتخصصة. باختصار، مع تزايد تأثير تغير المناخ، يصبح من الضروري اتباع هذه الإجراءات للحفاظ على جودة الحياة وتقليل مخاطر الحساسية الموسمية.