وفد اقتصادي من قناة السويس يعزز التعاون مع مجموعة موانئ أبو ظبي من خلال لقاء استراتيجي. عقد وفد الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، برئاسة وليد جمال الدين رئيس الهيئة، اجتماعًا هامًا مع محمد جمعة الشامسي، رئيس مجموعة موانئ أبو ظبي، في مقر المجموعة بميناء زايد. هذا اللقاء جاء خلال اليوم الثاني من زيارة رسمية للوفد إلى العاصمة الإماراتية، بهدف التعرف على أنشطة المجموعة الرئيسية ومناقشة سبل تعزيز الشراكة الثنائية. الاجتماع ركز على استغلال الخبرات المتبادلة بين هذين الكيانين الإقليميين البارزين، خاصة في مجالات الموانئ، الخدمات اللوجستية، ودعم سلاسل الإمداد العالمية. حضر اللقاء عدد من القيادات التنفيذية من كلا الجانبين، مما أكد على أهمية هذا التعاون في تعزيز الروابط الاقتصادية بين مصر والإمارات.
لقاء وفد قناة السويس مع رئيس مجموعة موانئ أبو ظبي لتعزيز التعاون
خلال اللقاء، قدمت مجموعة موانئ أبو ظبي نظرة شاملة على أنشطتها عبر خمسة قطاعات رئيسية. يشمل ذلك قطاع الخدمات الرقمية، الذي يقدم حلولًا ذكية ومبتكرة للعملاء، وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة الذي يغطي مساحة إجمالية تبلغ 550 كيلومتر مربع ويخدم أكثر من 1500 عميل. كما تم التطرق إلى قطاع اللوجستيات، الذي يركز على توفير حلول لسلاسل التوريد محليًا ودوليًا، وقطاع الشحن والخدمات البحرية، بالإضافة إلى قطاع الموانئ الذي يدير حاليًا حوالي 10 محطات متنوعة. بعد ذلك، قام وفد قناة السويس بجولة تفقدية في مقر شركة “Maqta Technologies” ضمن قطاع “Digital District”، حيث يتم تطوير حلول متكاملة للخدمات الرقمية. الشركة تمتلك مراكز بحث وتطوير متقدمة، وتشغل أكثر من 4000 موظف، وتقدم خدمات مثل نظام الشباك الواحد، المنصة الإلكترونية، ونظام إدارة الموانئ، بالإضافة إلى حلول أخرى مثل “Border Vision” لأتمتة العمليات الجمركية، و”Risk Lab” لإدارة المخاطر الحدودية، و”Border Meter” لمراقبة حركة السلع التجارية.
من جانبه، أبرز وليد جمال الدين أطر الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبو ظبي، مع التركيز على موانئ السخنة وشرق بورسعيد والمنطقة الصناعية هناك. هذا يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في كلا البلدين، حيث تهدف الهيئة إلى تعميق التعاون لتوطين الصناعة ودعم سلاسل الإمداد إقليميًا وعالميًا. أكد جمال الدين على أهمية تبادل الخبرات في رقمنة خدمات الموانئ والخدمات اللوجستية، موضحًا أن موانئ المنطقة تلعب دورًا حاسمًا في دعم التجارة العالمية. كما أشار إلى أن التكامل بين هذه الموانئ والمناطق الصناعية المصاحبة، مع الحوافز الاستثمارية التنافسية، يمثل حلًا فعالًا لمواجهة التحديات الجيوسياسية الحالية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي.
تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الجانبين
من جانب مجموعة موانئ أبو ظبي، أعرب رئيسها عن سعادة المجموعة بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشددًا على أن هذا التعاون سينعكس إيجابيًا على نجاح كلا الطرفين. أبرز النجاحات التي حققتها المجموعة في جميع قطاعات أعمالها، بما في ذلك حصولها على تصنيف ائتماني عالي (A1) من وكالة “موديز” الدولية، مما يعكس قوة الأداء المالي وآفاق النمو المستقبلية. هذا اللقاء يمثل خطوة أساسية نحو بناء روابط أقوى بين مصر والإمارات في مجال الشحن واللوجستيات، حيث يفتح آفاقًا للمشاريع المشتركة التي تعزز الاستدامة الاقتصادية. في الختام، يؤكد هذا التعاون على أهمية الشراكات الإقليمية في تعزيز القدرات اللوجستية ودعم التجارة العالمية، مع الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة لتحسين الكفاءة وتقليل المخاطر. هذه الجهود ستساهم في تعزيز مكانة كلا الطرفين كمركزين رئيسيين للشحن والتجارة في المنطقة.
تعليقات