كشف المواطن السعودي سعيد بن شعفه تفاصيل مسيرته المهنية في القوات الجوية، حيث قضى سنوات من التدريب والعمل قبل أن يتقاعد ويتوجه نحو عالم الابتكار. في منطقة عسير، أسس ورشة خاصة به لتطوير أفكاره الإبداعية، مما جعله يحول هوايته إلى مشروع حياة. يروي سعيد كيف كان شغفه بالتكنولوجيا والطيران يدفعه دائمًا للبحث عن الجديد، رغم مرور عقود على تقاعده.
اختراعات سعيد بن شعفه في مجال الطيران
منذ انضمامه إلى كلية الملك فيصل الجوية عام 1395 هـ، مرر سعيد بن شعفه بتجربة غنية شكلت مسيرته. درس الابتدائي والمتوسط في أبها، ثم التحق بالكلية ليصبح طيارًا محترفًا، حيث عمل لمدة 18 عامًا في القوات الجوية قبل أن يتقاعد منذ 28 عامًا. وفقًا لقصته، كان عمله في الطيران مجرد محطة انتقالية في حياته، حيث كان يرى نفسه دائمًا كمبتكر أكثر من كونه طيارًا. يذكر أنه زار الولايات المتحدة وأجرى تحسينات على بعض الطائرات هناك، مما أثبت قدراته في مجال الهندسة الجوية. هذا الشغف لم ينتهِ مع التقاعد؛ بل ازداد، حيث أصبح يخصص وقته لتطوير اختراعات متنوعة في ورشته. على سبيل المثال، قام بتصنيع طائرة صغيرة تجريبية، بالإضافة إلى أدوات أخرى تعتمد على الطاقة الشمسية، مثل محول كهربائي يحول الطاقة الشمسية إلى مصادر طاقة مستدامة، ومثقاب يعمل بالطاقة الشمسية لتلبية احتياجات المناطق النائية. هذه الاختراعات ليست مجرد هوايات، بل تعكس رؤيته لمستقبل أكثر ابتكارًا واستدامة.
ابتكارات الطيار المتقاعد
يستمر سعيد بن شعفه في تعزيز إرثه كمبتكر، حيث يرى الابتكار كوسيلة لمواجهة تحديات الحياة اليومية. على الرغم من تقاعده المبكر، إلا أنه لم يسمح للراحة بأن تكون عائقًا، بل حولها إلى فرصة للتعلم المستمر. يقول إنه لا يحب إضاعة الوقت، لذا فهو يتابع التطورات الجديدة في عالم الطيران والتكنولوجيا، مستلهمًا من تجاربه السابقة. من بين ابتكاراته الأخرى، يبرز جهازه لتحويل الطاقة الشمسية، الذي يمكن أن يساهم في حل مشكلات الطاقة في المناطق الريفية، بالإضافة إلى أدوات أخرى تتعلق بالطيران مثل نماذج طائرات تجريبية تعتمد على تقنيات بسيطة وفعالة. هذه الابتكارات تجسد رؤيته للتقدم، حيث يؤمن بأن الابتكار يجب أن يكون متاحًا للجميع، لا سيما في مجتمعات مثل عسير التي تتسم ببيئتها الجبلية والصعبة. سعيد يشجع الشباب على اتباع نهجه، محثًا إياهم على استغلال الفرص للتعلم والإبداع، سواء في مجال الطيران أو غيره. في السنوات الأخيرة، أصبحت اختراعاته مصدر إلهام للعديد من المهندسين المحليين، الذين يرون في قصته دليلاً على أن العمر ليس عائقًا أمام الإنجاز. يسعى سعيد دائمًا لتطوير أفكاره، متحديًا نفسه بمواكبة التكنولوجيا الحديثة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الطائرات أو تطوير أجهزة تعتمد على الطاقة المتجددة. هذا النهج يجعله رمزًا للإصرار، حيث يؤكد أن الشغف الحقيقي يمكن أن يحول أي مرحلة من الحياة إلى بداية جديدة. من خلال ورشته، يستمر في تجربة أفكار جديدة، مثل تحسين أنظمة الطاقة للطائرات الصغيرة أو ابتكار أدوات تقلل من التأثير البيئي، مما يعكس التزامه بالمسؤولية الاجتماعية. في النهاية، يمثل سعيد بن شعفه قصة نجاح تذكرنا بأهمية الابتكار في بناء مستقبل أفضل.
تعليقات