تراجع محدود في أسعار الذهب اليوم مع انطلاق التعاملات المسائية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا دراميًا في بداية التعاملات اليومية، لكنها شهدت تراجعًا محدودًا مع انتهاء الموجة الأولى من التوترات الاقتصادية العالمية. هذا الارتفاع غير المسبوق جاء كرد فعل للتصعيد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط الغموض السائد في الأسواق. ومع ذلك، بدأت علامات الهدوء تظهر، حيث تراجعت الأسعار قليلاً في السوق المصري، مع الحفاظ على مستويات مرتفعة نسبيًا.

تراجع محدود في سعر الذهب اليوم

في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، سجل سعر الذهب ارتفاعًا قياسيًا خلال التعاملات الأولى اليوم، لكنه عاد ليتراجع بشكل محدود مع بداية الجلسات المسائية. في السوق العالمية، وصل سعر الأونصة إلى أعلى مستوياته التاريخية عند 3500 دولار، مما انعكس مباشرة على الأسواق المحلية مثل مصر. هناك، قفز سعر الجرام من عيار 21، الذي يمثل الخيار الأكثر شعبية بين المستهلكين، إلى مستوى غير مسبوق يتجاوز 5000 جنيه، قبل أن يهدأ ويعود إلى مستويات أقل قليلاً. وفقًا لآخر التحديثات، بلغ سعر عيار 24 حوالي 5635 جنيهًا، وعيار 21 4930 جنيهًا، وعيار 18 4226 جنيهًا، فيما وصل الجنيه الذهب إلى 39440 جنيهًا. هذا الارتفاع الأولي كان مدفوعًا بتصاعد الخلاف بين ترامب وجيروم باول، حيث طالبت الإدارة الأمريكية بخفض الفائدة بشكل عاجل، مما أثار مخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية. من جانبه، أكد باول عدم الحاجة لخفض الفائدة حاليًا بسبب الضغوط التضخمية، وهو ما ساهم في تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات أمام سلة من العملات.

بالإضافة إلى ذلك، لم يقتصر التأثير على الذهب وحده، إذ انخفضت مؤشرات وول ستريت بنسبة 2.4%، مما يعكس حالة القلق العامة. ومع ذلك، ظل الذهب محتفظًا بجزء كبير من مكاسبه، مما يؤكد دوره كأداة استثمارية آمنة في أوقات الاضطراب. التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورًا كبيرًا هنا، حيث يستمر تبادل التهديدات بين الطرفين، مما يعزز من حالة عدم اليقين ويزيد من جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر. في مصر، تأثر السوق المحلي بشكل مباشر بالارتفاع العالمي، رغم استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار، مما يعني أن التغيرات المحلية تعكس بشكل أساسي الحركة العالمية. على الرغم من توقعات تراجع الطلب المحلي بسبب الارتفاع الحاد، إلا أن السوق يظل يسير في اتجاه صعودي، مع إمكانية تجاوز عتبة 5000 جنيه لعيار 21 إذا ما تجاوز سعر الأونصة عالميًا حاجز 3600 دولار.

انخفاض طفيف في أسعار المعدن الأصفر

مع تراجع الأونصة عالميًا إلى مستوى 3386 دولار، بدأ انخفاض طفيف في أسعار المعدن الأصفر يظهر في الأسواق المحلية، بما في ذلك مصر. هذا الانخفاض، الذي يمكن وصفه بأنه محدود نسبيًا، يعكس عودة نسبية للهدوء بعد الارتفاع الحاد، لكنه لا يمحو الاتجاه العام نحو الذهب كخيار استثماري. السبب الرئيسي لهذا التراجع هو تهدئة التوترات بين الإدارة الأمريكية ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث بدأ المستثمرون يتأقلمون مع الوضع الجديد. ومع ذلك، يظل الذهب جذابًا بفضل التوترات التجارية المستمرة، خاصة مع تبادل التهديدات بين واشنطن وبكين، والتي قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات. في السياق المحلي، يتوقع خبراء أن يستمر السعر في التقلب بناءً على التطورات العالمية، مع الحفاظ على مستويات أعلى من السابق. هذا يجعل الذهب خيارًا مفضلًا للمستثمرين في مصر، الذين يرون فيه وسيلة للحماية من التضخم والتغيرات الاقتصادية. في الختام، تظل تحركات أسعار الذهب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسات النقدية الأمريكية والصراعات التجارية، مما يجعل المستقبل محفوفًا بالمفاجآت، لكن الاتجاه الصعودي العام يبدو مستدامًا طالما استمر الغموض.