واشنطن تعتزم تشكيل مستقبل العراق وتوجيه الأنظار نحو الانتخابات المقبلة

التحركات الأمريكية في العراق وتأثيرها على الانتخابات

حذرت صحيفة “جمهوري إسلامي” الإيرانية، اليوم السبت، من أن التدخلات الأخيرة للولايات المتحدة في العراق تهدف إلى التأثير بشكل مباشر على الانتخابات البرلمانية القادمة. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “العراق على أعتاب تحولات جديدة”، إلى أن الأنشطة الأمريكية الأخيرة في بغداد وأربيل تكشف عن سعي واشنطن للسيطرة على الوضع السياسي في البلاد قبل الانتخابات.

التدخلات الأمريكية وتأثيرها على السياسة العراقية

وذكرت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة في العراق توضح وجود تطورات متسارعة تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني، بهدف توجيه البلاد نحو المسار الذي يريده الأجانب. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات عبدالستار محمد الدليمي، عضو تحالف عزم، حول التحذيرات التي أطلقها المبعوث الأمريكي مارك سافايا بخصوص ضرورة أن لا تتدخل الحكومة العراقية المقبلة في تعيين المسؤولين والوزراء في وزارات ذات أهمية عالية.

وركزت افتتاحية الصحيفة على أن هذه التصريحات تعكس خطة ترامب الرامية إلى الهيمنة على القرارات الصادرة من بغداد. كما انتقدت الصحيفة ما وصفته بالتدخل الفاضح في شؤون دولة مستقلة، مُعتبرة أن ذلك يتعارض مع المبادئ الأساسية للسيادة الوطنية. كما نوهت إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ودعم ترامب لها، معتبرة ذلك تجسيدًا لروح الهيمنة والسيطرة.

ويعتقد كاتب المقال أن القوافل العسكرية الأمريكية وتعزيز القوات في قاعدة عين الأسد، بالإضافة إلى النشاطات الأخيرة لتنظيم داعش، تمثل أدوات ضغط تمارسها واشنطن على الحكومة العراقية. ومن هنا، تعتبر الصحيفة أن التحركات الأخيرة لعناصر داعش هي جزء من تكتيكات ترامب، تهدف إلى إرهاب المسؤولين والجهات الوطنية في العراق.

ويستهدف هذا التدخل التأثير في انتخابات 11 تشرين الثاني، حيث تسعى الولايات المتحدة لتحقيق نتائج معينة تتماشى مع مصالحها، بما في ذلك إضعاف الأحزاب الشيعية وإحداث انقسامات بين القوى السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف النهائي هو تقويض سيادة الشعب العراقي، مما قد يفتح المجال لتدخل عسكري أمريكي لتحقيق أهدافها.

وفي ختام الافتتاحية، حذرت “جمهوري إسلامي” الحكومة والشعب العراقيين من هذه المخاطر، مشددة على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة التدخلات الأمريكية والصهيونية، مشيدة بقدرات الشعب العراقي على مواجهة المؤامرات. كما تساءل نظام الدين موسوي، المتحدث السابق باسم هيئة رئاسة مجلس الشورى الإسلامي، محذرًا من ضرورة التصدي لأي محاولات تهدف للقضاء على قوات الحشد الشعبي، ورابطًا بين الأحداث في سوريا والعراق كمقدمات محتملة لتهديدات أكبر ضد إيران.