التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الفاشر
دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل وسريع وشفاف في ما وصفته بانتهاكات جسيمة حدثت في مدينة الفاشر ومحيطها بشمال دارفور، عقب استحواذ قوات الدعم السريع على المدينة التي كانت تمثل آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في الإقليم بعد حصار دام لأكثر من 18 شهراً.
تداعيات السيطرة على الفاشر
أشار المتحدث باسم المفوضية سيف ماغانغو خلال مؤتمر صحفي في جنيف إلى أن المكتب تلقى تقارير مروعة توثق عمليات قتل جماعي واعتداءات شملت الاغتصاب والنهب، إضافة إلى اعتداءات على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وذلك منذ بدء الهجوم الواسع الذي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر في 23 أكتوبر الماضي. ولفت ماغانغو إلى أن التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى بين المدنيين ومن أصبحوا عاجزين عن القتال قد يصل إلى المئات، مع تقديم صور ومقاطع مصورة توضح انتهاكات فاضحة للقانون الدولي الإنساني. كما أفاد بتقارير مقلقة تتعلق بالهجمات على المستشفى السعودي ومراكز صحية أخرى، بالإضافة إلى اعتداءات صارخة حيث تم اغتصاب ما لا يقل عن 25 امرأة داخل مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر بعد اقتحامه من قبل عناصر الدعم السريع.
أكد ماغانغو أن هذه الانتهاكات قد تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيقات محايدة لضمان العدالة وإنصاف الضحايا. وفي هذا السياق، أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو المروعة التي حللتها منظمات إعلامية وحقوقية دولية مشاهد مروعة لجثث ملقاة قرب منشآت طبية وأحياء سكنية، إلى جانب بقع حمراء يعتقد أنها دماء، مما وصفته منظمات الإغاثة بـ”المجزرة الجماعية”.
بحسب تقرير أعدته صحيفة فايننشال تايمز، فقد نفذت قوات الدعم السريع إعدامات ميدانية داخل المستشفى السعودي بالفاشر أدت إلى مقتل أكثر من 460 شخصاً من المرضى والعاملين الصحيين، فضلاً عن تدمير أجزاء من المنشأة الطبية. كما وثقت اللقطات قيام عناصر مسلحة بإطلاق النار على محتجزين داخل مبانٍ عامة، مع تكرار انتهاكات جنسية ونهب واسع للمستشفيات ومخازن الغذاء.
وعلى الرغم من نفي قيادة الدعم السريع لتلك الاتهامات، مؤكدة عزمها على فتح تحقيق في “أي تجاوزات فردية إن وُجدت”، إلا أن المراقبين الدوليين اعترضوا على مصداقية هذه الوعود، محذرين من أن الوضع في الفاشر يذكر بفظائع دارفور لعام 2003.

تعليقات