نظام المقررات للمرحلة الثانوية في السعودية
بينما تسعى المملكة العربية السعودية إلى تطوير نظامها التعليمي، قدمت وزارة التعليم نظامًا أكاديميًا شاملًا يُعرف باسم “نظام المقررات” للمرحلة الثانوية. يهدف هذا النظام إلى تحسين كفاءة الطلاب من خلال تعزيز مهاراتهم الفكرية والذاتية، كما يسهل الحصول على الشهادات بشكل مبكر للطلاب الذين يواجهون صعوبات، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
برنامج المناهج الدراسية في التعليم الثانوي
نظام المقررات هو برنامج تعليمي مُصمم يتيح تقسيم المناهج إلى مقررات مستقلة، مما يمكن الطلاب من اختيار المواد التي تتناسب مع رغباتهم وقدراتهم. يسعى النظام إلى بناء شخصية الطالب معرفيًا وسلوكيًا ومهاريًا، ويعمل على تعزيز التفكير النقدي واتخاذ القرارات، كما يشجع على التعلم الذاتي والعمل الجماعي. يوفر النظام أيضًا مساحات مرنة لتسريع التخرج ويدمج بين التكنولوجيا والمصادر الرقمية في التعليم.
تتوزع المواد الدراسية في النظام بين مسارين رئيسيين هما العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، مما يتيح لكل من الطلاب والطالبات اختيار ما يناسبهم وفقًا لميولهم الخاصة.
تشكل آلية توزيع الدرجات في نظام المقررات جزءًا أساسيًا من نظام التقييم، حيث توزع الدرجات على النحو التالي: 45 درجةٍ للأعمال الفصلية، والتي تشمل المشاركة اليومية والواجبات والاختبارات القصيرة، بينما تُخصص 5 درجات للحضور والانضباط. أما 50 درجة فتُخصص للاختبارات النهائية، بما في ذلك الاختبارات النظرية والعملية.
تتضمن المواد الدراسية المعتمدة مجموعة متنوعة من المقررات الأساسية، بدايةً من القرآن الكريم والعلوم الشرعية والفكرية إلى الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات. تضم المواد الاختيارية مجالات إضافية مثل المهارات الحياتية ومهارات الحاسب الآلي، مما يتيح للطلاب فرصة تنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية.
تتبع وزارة التعليم خطة دراسية منتظمة تضم 200 ساعة دراسية، موزعة على 125 ساعة تمثل البرنامج المشترك و65 ساعة للتخصصات، مع إمكانية اختيار 10 ساعات من المواد الاختيارية التي تناسب احتياجات الطلاب. تعد مرونة خطة النظام أساسية لتسريع التخرج وتحقيق التوازن بين مختلف التخصصات.
تستخدم المدارس منصتي “مدرستي” و”مايكروسوفت تيمز” لتعزيز التجربة التعليمية، مما يُسهم في تحقيق تفاعل أفضل بين الطلاب والمعلمين من خلال تسهيل الوصول إلى مصادر التعلم والقيام بالأنشطة المختلفة. يعكس نظام المقررات في التعليم الثانوي رؤية شاملة تهدف إلى إحداث ثورة في العملية التعليمية من خلال توفير بيئة مدعومة بالتكنولوجيا، مما يمكّن الطلاب من تحقيق نجاحاتهم الأكاديمية بمزيد من الفعالية.

تعليقات