علق الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ورئيس لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة المصرية، على الأجواء الاحتفالية التي تعيشها مصر قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس روح مصر التي جمعت بين الإيمان والعمران عبر التاريخ.
مصر: مهد الحضارة والتدين
كتب الورداني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: «في يومٍ يليق بمصر وتاريخها، تعود مهد الحضارات لتخاطب العالم من جديد، فاليوم لا نحتفل بمبنى، بل نحتفل بميلاد معنى هو أن مصر كانت وستظل أرض تناغم الإيمان والعمران، نحن لا نحتفل بمجرد افتتاح متحف جديد، بل نحتفل ببعثٍ جديد لروح مصر الحضارية التي سبقت العالم في الجمع بين الإيمان والعمران، فالحضارة المصرية القديمة لم ولن تكن رمزًا للوثنية كما يروج الجاهلون، بل كانت بحثًا مبكرًا عن الإله الواحد وتجليًا لفطرة الإنسان الباحث عن معاني الخلود والحق والجمال».
تجانس الحضارة والإيمان
وأضاف الورداني: «عبّر المصري القديم في معابده وتماثيله عن إدراكه العميق للنظام الكوني بفطرة تُجسد معجزة إدراك الإنسان للقيم وحقيقة الحياة بعد الموت وما عليه من واجبات وما له من حقوق، فكانت الفنون والعمارة والكتابة والتقويم وسائل للتعبير عن رؤية توحيدية خالدة، واليوم، مع افتتاح المتحف المصري الكبير، تؤكد مصر من جديد أنها ليست فقط مهدَ الحضارة بل حافظةَ معناها الإنساني والإيماني».
واختتم قائلًا: «لا صراع في مصر بين الدين والحضارة، بل تناغم عجيب بين نور الإيمان وجمال الخلق، هذا الافتتاح ليس حدثًا ثقافيًا فحسب، بل بيان للعالم بأن مصر ما زالت تقدم نموذجًا فريدًا لحضارةٍ تؤمن بالله، وتبني الإنسان، وتحفظ الجمال كقيمة من قيم الإيمان، اللهم احفظ مصر وأهلها، واجعل من تاريخها شاهدًا على أن الإيمان كان دائمًا سر عبقريتها الحضارية».


تعليقات