الجفاف يهدد أمن الغذاء في العراق: خسارة الاكتفاء الذاتي من الحنطة و14 محصولاً

أزمة المياه تهدد الاكتفاء الذاتي في العراق

حذر ثائر الجبوري، عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، من أن أزمة المياه التي تمر بها البلاد قد تؤثر سلباً على قدرة العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي من حوالي 15 محصولاً زراعياً، يحظى الحنطة بالصدارة بينها. وأكد في تصريحاته أن الجفاف المستمر سيؤدي إلى عواقب وخيمة ستنعكس على الأمن الغذائي.

تحديات المياه تقترب من الزراعة

أوضح الجبوري أن القطاع الزراعي قد أحرز تقدماً ملحوظاً على مدى السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الاستراتيجية. لكن الأزمة الحالية في المياه، التي تعد غير مسبوقة، تهدد هذه الإنجازات. وأشار إلى أنه من الممكن أن يشهد الموسم الزراعي الحالي تقليصًا كبيرًا في الخطط الزراعية نتيجة قلة المياه المتاحة.

وأكد الجبوري أنه إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة المياه، فإن العراق معرض لفقدان الاكتفاء الذاتي من عدد كبير من المحاصيل، بينها الحنطة. ولفت إلى أن القطاع الزراعي هو الأكثر تأثراً بشح المياه، ما يستدعي تطبيق أنظمة ري حديثة وزيادة زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك الأقل للمياه.

أشار الجبوري أيضاً إلى أن أزمة المياه تتطلب استراتيجية طويلة الأمد، حيث ينبغي التعامل معها كأزمة دائمة وليست مؤقتة. فقد أظهرت المؤشرات الدولية أن التحديات المتعلقة بالمياه ستستمر في السنوات المقبلة، مما يستدعي وضع خطط استراتيجية تضمن حماية الأمن الغذائي للعراق.

تجدر الإشارة إلى أن الزراعة في العراق تواجه أحد أصعب التحديات منذ عقود، بسبب الانخفاض الكبير في الموارد المائية من نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة. أدت هذه العوامل إلى تراجع المخزون المائي في السدود والخزانات، مما قلص المساحات المزروعة في بعض المحافظات.

ورغم ما حققته الحكومة في الأعوام الماضية من نجاح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل استراتيجية مثل الحنطة والشعير والذرة، فإن استمرار الجفاف وتقليص الخطط الزراعية يهدد بتقويض تلك الإنجازات. وتبرز مطالبات نيابية بوضع حلول مستدامة تعتمد على التقنيات الحديثة للري والتعاون الإقليمي لضمان حقوق العراق في الماء.