مثنى السامرائي: القائد الجديد الذي انتزع الهيمنة السنية من الحلبوسي

مثنى السامرائي ودوره في المشهد الانتخابي السني

لقد برز مثنى السامرائي كقوة مؤثرة في المعادلة السنية، حيث أصبح يُعتبر الرجل القادر على زعزعة هيمنة محمد الحلبوسي الذي لطالما سيطر على تمثيل السُنة في مناطق بغداد والأنبار وصلاح الدين. هذا التحول في المشهد الانتخابي يعكس ديناميكية جديدة في الساحة السياسية السنية.

القيادة السنية الجديدة

يشير الباحث في الشأن السياسي محمد سلمان الطائي إلى أن السامرائي قد خَفَّض من تأثير الحلبوسي، باستخدام الحجة والدليل والنهج المنطقي. فيما يرى الطائي أن استمرار الفجوة في أداء كلا الشخصين قد يؤدي إلى مغادرة الحلبوسي للمشهد السياسي قريباً، في حين يُثبت السامرائي نفسه بثبات وتوازن. وعلاوة على ذلك، يُلاحظ أن السامرائي لا يركز فقط على المنافسة الفردية، بل يسعى إلى إعادة صياغة مفهوم القيادة السنية. وبعكس الانفعالات والجدالات الإعلامية التي يتعامل بها الآخرون، يتبنى السامرائي نهجاً هادئاً يستند إلى الأهداف والنتائج بدلاً من الإسفاف والمزايدات.

ويُعتبر السامرائي بمثابة “الوجه السني الجديد الذي لا يخشى من كسر الهيمنة”. وبالنسبة للبعض، فهو يمثل التوازن بين الأجيال القديمة والجيل الصاعد، حيث نجح في المزج بين الحزم في موقفه والهدوء في أدائه، مما يجعله نموذجاً سياسياً فريداً لا يجذبه بريق السلطة ولا ضجيج المنابر.

وفي الحملة الانتخابية الحالية، يظهر السامرائي وكأنه في مرحلة انتقالية باتجاه “مشروع وطني”، حيث يتحدث من كركوك والموصل والأنبار بلغة موحدة تدعو إلى الدولة بدلاً من الطائفة والتنمية عوضاً عن المحاصصة. ويشير أحد المحللين إلى أن السامرائي يتمتع بثقة السياسيين الذين يعرفون هدفهم، ويدرك أن الناخبين يبحثون عن صوت يختلف عن صدى الماضي، وهي خاصية تميزه عن الآخرين حيث يظهر هدوءاً في ظل التحديات ولا يستفز بسهولة.

يجمع المراقبون على أن مثنى السامرائي لا يمثل تحالف “العزم” وحسب، بل يتمثل في نمط جديد من الزعامة السنية الرامية إلى استعادة توازنها بعد سنوات من الانقسامات. ومع خبرته البرلمانية الناضجة وشبكة العلاقات السياسية المتوازنة، أصبح “الرقم الصامت” في كل ما يتعلق بمستقبل المكون السني.