تحذيرات من اختبار ترامب: وكالة بغداد اليوم الإخبارية توضح المخاطر

التهديدات الإسرائيلية من العراق

كشفت تقارير إعلامية في الآونة الأخيرة عن قلق متزايد لدى الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد بشأن تهديد عسكري متطور يستمد مصادره من الأراضي العراقية. وتشير هذه التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ بنية تحتية عسكرية داخل العراق تتيح له تنفيذ هجمات صاروخية وجوية تستهدف إسرائيل.

المخاطر العسكرية من الأراضي العراقية

تفيد المعلومات بأن قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، زار بغداد مؤخراً وعقد اجتماعات سرية مع قادة فصائل مسلحة. وبحسب التسريبات، فإن هناك خطة محتملة لشن هجمات من العراق، مستوحاة من الاستراتيجيات التي تبنتها حماس والحوثيون. وفي حين تعتبر الخطة الأولى أكثر احتمالاً، إلا أن هناك خطة بديلة تتضمن تحركاً عسكرياً برياً نحو الحدود الأردنية-الإسرائيلية، في ما يسمى ب”سيناريو الجبهة الشرقية النائمة”.

على الصعيد المحلي، جاءت ردود فعل المسؤولين في بغداد متروية لكن حازمة. حيث اعتبر فرات التميمي، النائب السابق، في حديث لـ”بغداد اليوم”، أن هذه التهديدات ليست بجديدة وغالباً ما يتم تضخيمها إعلاميا دون أساس حقيقي. ويرى التميمي أن هناك ثلاثة عوامل تجعل هذا السيناريو بعيد المنال، أولها الاتفاق الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن لحماية العراق، وثانيها عدم إمكانية إسرائيل للتحرك عسكرياً دون دعم أمريكي، وثالثها الوضع الداخلي الحساس في العراق قبيل الانتخابات.

وفيما تكتمت الحكومة العراقية عن الرد الرسمي، اشتملت المعلومات على تحذير أمريكي من وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، الذي ذكر تلقي تحذير بخصوص “عمليات عسكرية محتملة” مما دعا الفصائل إلى الامتناع عن التدخل. وفي هذا السياق، كانت هناك إشارات من واشنطن إلى ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن وعدم السماح بتحويل العراق إلى قاعدة لهجمات ضد إسرائيل.

من جهة أخرى، يبدو أن التقارير الإسرائيلية تهدف إلى تقييم الموقف الأمريكي أكثر من التركيز على قدرات العراق. فتتعرض إسرائيل لضغوط من جبهات متعددة، مما يجعلها بحاجة إلى تسليط الضوء على تهديدات جديدة لتبرير اتخاذ إجراءات وقائية. وفي نفس الوقت، تدرك إيران أن العراق هو الحلقة الأضعف في سلسلة الردع الإقليمي وتستخدمه كأداة للتواصل بدلاً من الدخول في صراع مباشر.

وفي مزيج من الخطابات التحذيرية والتوترات، يظل العراق في موقف يتطلب توازناً دقيقاً بين الضغوط الإقليمية والرغبة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي. بينما تستمر القوى الكبرى في استخدام العراق كحلبة اختبار لمصالحها الأمنية والسياسية، لا يمكن تجاهل أن تكرار الحديث الإسرائيلي عن “التهديد العراقي” قد ينذر بخطر أكبر، حيث إن أي خطأ في التقدير قد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة مشابهة.