أعلنت قيادة العمليات المشتركة قبل نحو أسبوع عن تشغيل موجات تشويش بهدف حماية الانتخابات من الطائرات المسيرة. وقد لاحظ المواطنون وسائقو سيارات الأجرة ومدوّني التوصيل وجود خلل كبير في تطبيقات الخرائط، خصوصاً تطبيق “ويز”.
عقب مرور أسبوع على هذه الخطوة، وتزايد الغضب والاستفسارات من الجمهور، لم تصدر أي جهة رسمية بياناً يوضح ما يحدث، حتى أصدرت وزارة الاتصالات بياناً بعد فوات الأوان، نفت فيه مسؤوليتها عن التشويش، مما أثار المزيد من التساؤلات حول مصدر هذا التشويش وأسبابه.
مع عودة التطبيقات للعمل بشكل جيد خلال اليومين الماضيين، يتضح أن الربط بين إعلان العمليات المشتركة وعملية التشويش، بدعوى حمايتها للانتخابات، هو مبرر غير مقنع. فإذا كانت الخرائط قد عادت للعمل، فلماذا لم يكن هذا التشويش فعالًا في ظل اقتراب موعد الانتخابات؟
بدراسة الأحداث والمعلومات المتاحة، يبدو أن هناك سيناريو آخر متعلق بالتشويش. أكدت بعض الصفحات المتخصصة، وخاصة “ويز”، أن مصدر التشويش ليس من المنطقة الخضراء، بل من شارع حيفا. والمختصون أشاروا إلى أن السفارة الإيرانية قد تكون المصدر أيضاً.
تزامن حدث التشويش مع زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، حيث يبدو أن هذا التشويش قد ارتبط بإجراءات أمنية لحماية قاآني من استهداف محتمل كونه هدفًا للعديد من الجهات.
تعزز هذه الفرضية التقارير التي أفادت بأن هناك “فيتو” أميركي-إسرائيلي غير معلن ضد زيارات قائد فيلق القدس، مما يدل على أهمية وجود قاآني كهدف استخباراتي بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، أكد قادة في الإطار التنسيقي أن وجود قاآني في العراق لا يخضع لأية خطوط حمراء.
تشير الكثير من التقارير إلى أن التشويش كان له علاقة بالمعلومات حول استهدافات محتملة، مما يزيد من فرضية فرض التشويش من قِبَل بعض الفصائل. مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً ويعكس تداخل الأحداث الأمنية والسياسية في المنطقة.

تعليقات