أمين الفتوى يرد على ادعاءات المتشددين بشأن التماثيل الأثرية

التماثيل وأهميتها الثقافية

يعتقد البعض بأن التماثيل ليست سوى أصنام يجب تدميرها، ويعبر الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن أن هذا الرأي يعكس قناعات قديمة لدى المتشددين الذين يرفضون التصريح بها. يوضح د. ربيع أن هذه الفكرة خاطئة وغير مستندة إلى أي دليل شرعي، بل تعتبر جريمة بحق ذاكرة الأمة وتاريخها.

الآثار وعلاقتها بالهوية الوطنية

يؤكد د. ربيع أن تدمير هذه الآثار يعني قطع الأجيال عن جذورهم، حيث تعدّ هذه الآثار حلقة الوصل بين الماضي والحاضر. بتحطيمها، نصنع أجيالاً بلا ذاكرة وتاريخ، مما يجعلهم عرضة للانقياد وراء أفكار دخيلة. كما أن مثل هذه الدعوات تعكس صورة همجية عن الإسلام، حيث يُنظر إليها كدعوات للتخريب والجهل، مما يسهم في تشويه صورة الدين بين الأمم. ومن جهة أخرى، تعمل هذه الآثار كموارد للعلم والاقتصاد، حيث توفر المتاحف فرص عمل لملايين الأشخاص بفضل السياحة، التي تمثل وسيلة مشروعة للاعتبار والتفكر في الأرض.

من الناحية الشرعية، يشير د. هشام إلى أن الحفاظ على هذه الموروثات الثقافية يحظى بتشجيع من الشريعة الإسلامية، إذ تذكر المسلمين بماضيهم وترتبط بوقائع الله وأيامه. كما يُعتبر إنشاء المتاحف ضرورياً في العصر الحالي، حيث أنه الوسيلة المثلى لحفظ آثار الأمم والحضارات السابقة. يجب على العقلاء في كل الأمم احترام آثار أجدادهم، وقد عمل السلف والخلف على هذا المبدأ دون أن يُعتبر ذلك شركاً أو يؤدي إلى الشرك. إن تعزيز الوعي بأهمية هذه الآثار يحفظ الهوية الثقافية ويشجع المجتمعات على تقدير تاريخها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل