الإفتاء: الإسلام يحتضن الحضارة ويدعو لإحياء قيم الجمال

الإسلام والثقافة في افتتاح المتحف المصري الكبير

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدين الإسلامي لا يعرف القطيعة مع الحضارة، مشددة على أن الإسلام يدعو إلى إحياء الجمال في كل العصور والأماكن. يأتي ذلك في إطار الاستعدادات الواجبة لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل نقطة التقاء بين أصالة الحضارة المصرية القديمة والمعاصرة.

التلاقي بين الحضارات

أوضحت دار الإفتاء عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن افتتاح المتحف الكبير يمثل تجسيدًا لتجدد الحضارة وقيمها الخالدة. كما أكدت أن الإسلام يشجع على إحياء الجمال والتفكر في المعالم الأثرية، معتبرة أن هذا الحدث ليس مجرد عرض لمجموعة من الآثار، بل رسالة حضارية تعكس التقاء الإبداع الإنساني مع القيم الثقافية والعلمية التي شكلت وجدان الشعب المصري.

في هذه المناسبة، واستنادًا إلى ما جاء في القرآن الكريم، استشهدت الإفتاء بآية: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)، لتبرز أهمية التأمل في آثار القدماء وتقدير عظمة الله وقدرة الإنسان. ومن خلال ذلك، تشجع دار الإفتاء على استكشاف التاريخ والتأمل فيه كمصدر للإلهام والتفكير العميق.

المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد متحف بل هو رمز لتاريخ عريق وحضارة تمتد لآلاف السنين، حيث تجتمع فيه القطع الأثرية التي تحكي قصصًا عن الحضارة المصرية القديمة وأبناءها. ويتميز هذا المتحف بتصميمه المعاصر الذي يجمع بين الفنون وعلوم الآثار، مما يجعله نقطة جذب للزوار من جميع أنحاء العالم.

ما يسعى إليه المتحف ليس فقط حفظ الآثار، بل أيضًا تقديم تجربة ثقافية فريدة تعكس تنوع التراث المصري. عبر إطار الحضارة، يعطي المتحف رسالة واضحة عن أهمية الفنون والعلوم في تشكيل الهوية المصرية، ويعكس جهود الأمة في الحفاظ على تاريخها وإتاحته للأجيال القادمة. في النهاية، يتجلى في افتتاح هذا المعلم الثقافي كيف يمكن للإسلام والحضارة أن يتآزرا ليخلقا تجربةٍ غنية تعبر عن الجمال والتاريخ في آن واحد.