مأساة في شبرا الخيمة: مبلط سيراميك يعود إلى منزله في نعش بعد إصابته برصاص صديقه

«ما كانش حد مصدق اللى حصل، أخويا طلع يدور على لقمة العيش، ورجع محمول على نعش».. بهذه الكلمات بدأ «أحمد» شقيق رفعت الشرقاوي شهادته، وهو يتحدث بصعوبة عن الحزن الذي يعتصر قلبه منذ تلك الليلة، عندما دوّى صوت «الخرطوش» في منطقة المنشية الجديدة بشبرا الخيمة، مما أدى إلى مقتل أخيه البالغ من العمر 25 عامًا على يد صديقه. يقول شقيق المجني عليه: «اللي قتله كان جارنا عبدالله، ساكن جنبا، وكل ما حصل بينه وبين أخويا كان صدفة. محدش كان يتوقع إنه يخلص عليه بسبب خلاف بسيط على مياه بتنقط من ماسورة في الشقة اللي ساكنين فيها مع جار آخر اسمه أحمد نبيل».

واقعة مقتل شاب في المنشية الجديدة بشبرا الخيمة

«رفعت»، كما يحكي شقيقه، كان مبلط سيراميك وفَقدَ حقه في التعليم بعد الإعدادية ليُساعد في مصاريف البيت، حيث أخذ على عاتقه مسؤولية الأسرة المكونة من خمسة أفراد بعد فقد والدهم قبل عامين، وبعد وفاة شقيقهم الأكبر «أشرف» في جريمة قتل. يضيف «أحمد» بفخر وحسرة: «كل الناس كانت بتحبه لأنه كان صاحب شغل جيد، ومابيضايقش حد»، متذكرًا كيف استيقظ رفعت في يوم الواقعة على مكالمة بخصوص عمل جديد، حيث كان ينوي تقييم فيلا للعمل في البلاط، وطلب من شقيقه محمود أن يذهب معه. خرج من البيت في هدوء، مشددًا التركيز على الرزق والعمل، ولكن القدر كان له رأي آخر.

في اللحظة التي انتظر فيها أخوه عند ناصية الشارع، قابل جارهم نبيل الذي أخبره بمشكلة ماسورة ماء مكسورة. فذهب رفعت ونبيل معًا لحل المشكلة، وبعد أن قاما بإصلاح المياه المتسربة، عادا للانتظار مجددًا عند الناصية. في تلك الأثناء، عاد جارهم عبدالله من عمله، وسرعان ما نشبت مشادة بينه وبين نبيل. عندما رأى رفعت الموقف ساءً، تدخل ليهدئ الأمور، لكنه لم يتوقع ما سيحدث بعد ذلك.

استمر عبدالله في تصرفاته غير المنطقية، وبعد أن شعر بالتهديد، ذهب ليحضر سلاحه وأطلق عليه رصاصة خرطوش، وأمام صدمة الجميع، أصيب رفعت بشكل مميت. حاول أخوه أن يطمئن والدته خلال الواقعة، لكن باءت محاولاته بالفشل عندما أصيب برصاصة في وجهه، مما أدى إلى موته قبل وصوله إلى المستشفى.

حادثة إطلاق النار في شبرا الخيمة

يستمر شقيقه «أحمد» في سرد أحداث المأساة، حيث لاحظ أن الأخبار انتشرت بسرعة في أنحاء المنطقة، وبدأت المشاعر تتصاعد بعد الحادث. وكان الناس يترددون بأن رفعت لم يكن له عداوات، بل كان معروفًا بطيبته، وكان دائمًا يحاول فض النزاعات بين الناس. إلا أن شقيقه عبدالله كان لديه سلوك مختلف في ذلك اليوم، حيث بدا غريبًا وعنيفا وكأن شيئًا ما كان يُحركه. بعد الحادث، استدعت الشرطة المتهم، وبعد اعترافه بالتفاصيل، تم حبسه على ذمة القضية.

وبخصوص لحظة دفن رفعت، قال «أحمد» بحزن عميق: «كانت جنازة كبيرة، كل المنطقة جاءت، والشباب الذين كانوا يعملون معه حملوه على الأكتاف. وأنا كلما رأيت صورته، أشعر بحاجة للمناداة عليه كأنني أريد أن أسمع صوته مرة أخرى.. ولا أريد من الدنيا سوى حقه». وبالفعل، تم القبض على المتهم وتم التحقيق في ملابسات الواقعة.