أخبار لايت: «ذكاء الزنقة»… كيف اجتاحت الروبوتات الأسواق المغربية

الذكاء الاصطناعي في الأسواق المغربية

تنعكس في الأسواق الشعبية في المغرب صورة حيوية لثورة رقمية لا تشبه المدائن التقنية، بل تجسد روح الحياة اليومية المغربية. في زوايا هذه الأسواق، حيث تمتزج روائح الزيوت مع أصوات الباعة، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في يد بائعي العطور، والخبز، والإلكترونيات. تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحقيق نمو اقتصادي عالمي كبير، لكن في المغرب، هذه التقنيات تأخذ طابعًا شعبيًا يدمج بين التراث والحرف اليدوية.

تقنيات مبتكرة بأسلوب محلي

في حارات الدار البيضاء، يمارس الشاب وليد بيع الزيوت والعطور بطريقة غير تقليدية، حيث يستخدم أداة رقمية تُعرف باسم Copy.ai لكتابة منشوراته على “فيسبوك” باللهجة المغربية. يعبّر وليد عن سعادته قائلًا: “لم أكن أعلم أنها روبوت، ولكنها تساعدني على الكتابة كما يفعل أصحاب الخبرة”. وبذلك، يساهم وليد في دمج الحرفة بالتكنولوجيا بطرق مبدعة.

في مدينة العيون، استطاعت فاطمة أن تحول مهاراتها كباعة تقليدية إلى مصممة عروض محترفة، من خلال استخدام منصة Gamma.app. تقدم وصفاتها الشعبية بأسلوب مبتكر وجذاب، رغم عدم معرفتها بمصطلحات كالـ “تصميم واجهات المستخدم”. هي مثال على قدرة المرأة المغربية على استثمار خبراتها في خلق محتوى بصري يؤثر في الجمهور.

أما سفيان، تاجر الإلكترونيات في درب غلف بالدار البيضاء، فيستفيد من تطبيق ChatGPT يوميًا لترجمة المواصفات التقنية ومقارنة الأجهزة. ويصف تجربة استخدامه للروبوت بقوله: “هذا الروبوت علمّني الفرق بين DisplayPort وHDMI بشكل أفضل من أي زبون!”، مما يوضح كيف تحولت التكنولوجيا إلى شريك فعال في مجاله.

تشير الأبحاث إلى أن المغرب يعد من البلدان الرائدة في جاهزية الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، وتبدي البيانات أن أكثر من 60% من الشباب المغربي قد قاموا باستخدام هذه الأدوات في مجالات التجارة والخدمات. يتجلى الذكاء المغربي، المطبوع بنكهة الزنقة، في كيفية تمكين الجميع من تحويل الهواتف الذكية إلى مكاتب صغيرة وخوارزميات إلى دعم للفوز في السوق. في شوارع المغرب، يجتمع التراث مع الابتكار، وتنطلق من الأحياء الشعبية قصة مميزة تنسجم مع روح الجيل الجديد.