الجوامع تستنفر المؤمنين للدعاء من أجل هطول الأمطار: آخر آمال العراقيين

دعوات للاستغفار في ظل الجفاف بالعراق

بغداد اليوم – بغداد، مع استمرار موسم الخريف دون هطول الأمطار على البلاد، أصبح من المعتاد أن تشهد خطب الجمعة في العديد من المساجد العراقية دعوات مستمرة لطلب الغيث. وقد أصبحت هذه الظاهرة تعكس القلق العام من تأخر الأمطار واستمرار موجات الجفاف. وفي ظل هذه الظروف، تصاعدت الدعوات الدينية للتوبة والدعاء، حيث قدم خبراء الأرصاد الجوية توقعاتهم بشأن مواعيد هطول الأمطار وبدء فصول البرد القادمة.

الطلبات الشعبية لوصول المطر

شهدت خطب الجمعة اليوم في عدة محافظات عراقية حثّاً متكرراً من الأئمة للخطباء للصلاة بأكثر من دعاء لنزول المطر، مشددين على أن “الأرض تعاني من العطش والسماء تأخرت في عطاءها”. وهو ما يعبر عن قلقهم من تفشي الجفاف والسيطرة عليه في أغلب المناطق. وذكر أحد الخطباء في بغداد أن “البلاد تمر بمرحلة حرجة تتطلب رحمة السماء أكثر من أي وقت مضى”، داعياً الناس بشدة للتوجه إلى الله وطلب الاستغفار والدعاء حتى ينزل الغيث على البلاد والعباد.

في هذا السياق، أشار المتنبئ الجوي واثق السلامي في حديث لـ”بغداد اليوم”، إلى أن “الأمطار خلال موسم الخريف قد تكون متأخرة وضعيفة بشكل عام، ومن المتوقع أن تشهد البلاد أول موجة مطرية في الثلث الثاني من شهر تشرين الثاني المقبل”. وأوضح أن “طبيعة الطقس الحالية تشير إلى أن العراق قد يشهد في شهري كانون الأول وكانون الثاني المقبلين موجات مطرية أكثر قوة وبمعدلات أفضل نسبياً، ما يعني أن ذروة هطول الأمطار ستكون خلال فصل الشتاء بدلاً من الخريف”.

وعلاوة على ذلك، توقع السلامي ارتفاعاً طفيفاً في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، حيث من المحتمل أن تصل في بغداد والمناطق الوسطى إلى حوالي 27 درجة مئوية نهاراً، مع استمرار الأجواء المعتدلة ليلاً. وأكد أن “موجات البرد ستبدأ فعلياً خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني، حيث ستختلف درجتها بين المناطق المختلفة”.

إن العراق يواجه منذ سنوات أزمة مناخية متزايدة تجعله من الدول الأكثر عرضة للجفاف في الشرق الأوسط، وذلك بسبب تراجع معدلات الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص الواردات المائية من الدول المجاورة. ويشير التقرير الرسمي إلى أن أكثر من 70% من الأراضي الزراعية في الجنوب قد تأثرت بشدة نتيجة للجفاف الممتد.