المفاوضات النووية الإيرانية
بغداد اليوم – طهران
في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة وتعثر المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، أفادت مصادر دبلوماسية في طهران أن الولايات المتحدة أرسلت رسالة إلى إيران عن طريق سلطنة عمان تتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات النووية التي توقفت منذ يونيو الماضي. تأتي هذه الخطوة لتعيد الزخم الدبلوماسي بين الطرفين بعد فترة من الركود.
استئناف الاجتماعات الدبلوماسية
وأشارت المصادر إلى أن إيران تلقت إشارة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان بشأن هذا الموضوع. ووفقاً للمعلومات التي وردت لـ”بغداد اليوم” يوم الجمعة، فإن الرسالة التي وصلت إلى مسقط تعبر عن رغبة واشنطن في استئناف المحادثات النووية، حيث أعرب ترامب عن نيته لوضع اتفاقية جديدة مع الجمهورية الإسلامية.
وفي هذا السياق، قام نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين، مجيد تخت روانجي، بزيارة إلى مسقط يوم الجمعة، حيث أجرى مجموعة من الاجتماعات مع مسؤولين عمانيين وممثلين دوليين لمناقشة مواضيع إقليمية ودولية، من بينها الملف النووي والوضع في اليمن.
وعقب عودته إلى طهران، صرح روانجي بأن الزيارة كانت قصيرة إلا أنها حققت نتائج إيجابية، حيث تم تبادل وجهات نظر مثمرة مع وزير الخارجية بدر البوسعيدي ونائبه خليفة الحارثي، بالإضافة إلى لقاءات بناءة مع ممثل أنصار الله محمد عبدالسلام والمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وأكّد المسؤول الإيراني أهمية دور سلطنة عمان كشريك أساسي وجار موثوق لإيران، معرباً عن ضرورة استمرارية المشاورات مع عمان حول القضايا الإقليمية الحساسة. وفي تصريحات أخرى، أفاد روانجي أن الملف النووي كان محور المباحثات مع الجانب العماني، حيث أكدت طهران موقفها بشكل واضح، مشيرة إلى أن أي مفاوضات تحسم نتائجها مسبقاً لن تكون ذات جدوى.
وانتقد روانجي التصرفات الأمريكية، مشيراً إلى أن إسرائيل بدأت عدوانها ضد إيران في الوقت الذي كانت فيه طهران تخوض المفاوضات، وهو ما اعتبره معيقاً لمسار المفاوضات. من جانبه، أعرب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عن سعادته باللقاء مع المسؤول الإيراني، موضحاً أن الجانبين ناقشا كيفية تعزيز العلاقات الثنائية وسبل التعامل مع التطورات الإقليمية والدولية. وشدد على أهمية تسوية النزاعات بطريقة سلمية.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة المسؤول الإيراني إلى مسقط جاءت مصاحبة لجهود دبلوماسية تقودها سلطنة عمان لإعادة تنشيط الوساطة بين طهران وواشنطن، بعد تعثر المفاوضات النووية وارتفاع التوتر بين إيران وإسرائيل بسبب الهجمات المتبادلة في المنطقة. وقد لعبت سلطنة عمان سابقاً دوراً مهماً في الوساطات التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي عام 2015، مما يشير إلى إمكانية استئناف دورها كحلقة وصل أمنية بين الولايات المتحدة وإيران وسط الأوضاع الإقليمية المتصاعدة.

تعليقات