غالبية الحكومات العراقية تُعتبر “مستوردة”: رؤية الصدر تتصدر خطب الجمعة في بغداد والبصرة
صلاح الحاكم وصلح المجتمع
شهدت خطب الجمعة في بغداد والبصرة، يوم الجمعة (31 تشرين الأول 2025)، تركيزاً واضحاً على دراسة السيد مقتدى الصدر للعلاقة بين صلاح المجتمع وصلاح الحاكم. وقد أكد خطباء الجمعة على أن هذه العلاقة تمثل “مبدأ قرآني يربط بين إصلاح الشعب وإصلاح من يتولى شؤونه”.
صلاح المجتمع وتأثيره على القيادة
في البصرة، تناول إمام وخطيب الجمعة الشيخ إبراهيم المنصوري موضوع السيد الصدر تحت عنوان “صلاح الحاكم من صلاح الشعب وفساده من فساد المجتمع”. وأوضح أن المجتمعات التي تسعى إلى إصلاح نفسها وتتوافق مع قيمها الدينية والأخلاقية تفرز حكاماً صالحين، بينما المجتمعات الفاسدة من المحتمل أن تُنتج أنظمة وحكومات فاسدة بشكل طبيعي.
أما في العاصمة بغداد، فقد تحدث خطيب صلاة الجمعة المركزية في مدينة الصدر، الشيخ حسين الكربلائي، عن بحث السيد الصدر من منظور قرآني يتعلق بمفاهيم الإصلاح والفساد. وذكر أن السبب الرئيسي للبلاء والعقاب الإلهي والمصائب التي تصيب المجتمع هو نشأ من داخله، مستنداً إلى الرواية النبوية: “كيفما تكونوا يُولّى عليكم”.
أضاف الكربلائي، بحسب ما نقله عن السيد الصدر، أن تحميل السياسيين والحكام وحدهم مسؤولية الفساد يعد خطأً، حيث إنهم جزء من المجتمع نفسه. فإذا كان المجتمع صالحاً، فمن الطبيعي أن يظهر من بينه حاكم صالح، بينما المجتمع الفاسد يُنتج حكاماً فاسدين. وأشار إلى أن معظم الحكومات العراقية التي تعاقبت جاءت من الخارج، ما أثر سلباً على مبدأ الإصلاح الذاتي في التجربة العراقية.
كما بين السيد الصدر أن فساد المجتمع يؤدي بدوره إلى فساد الحاكم، وأن المجتمعات الصالحة تفرز قيادات صالحة بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن هناك قاعدة قرآنية وسنة كونية تحكم العلاقة بين الشعوب والسلطة. وأكد أن الإصلاح يبدأ من القاعدة قبل القمة، وهو ما ينطبق على سلوك المجتمع بشكل عام.
استعرض خطيب جمعة الرصافة أيضًا مقاطع من خطب الشهيد محمد محمد صادق الصدر حول مقامات الزهراء (ع) ومكانتها الروحية، مشيراً إلى أنها “روح رسول الله التي بين جنبيه”. وأكد على أن العلاقة بين المجتمع والإصلاح تبدأ من وعي الفرد وتزكية النفس قبل المطالبة بإصلاح الحاكم.
اختتمت الخطبة بالتأكيد على ما ورد في بحث السيد مقتدى الصدر، بأن البلاء يجب أن يدفع المجتمع للتقرب إلى الله، وليس للجزع أو الكفر. وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الناس ليست ظلماً إلهياً، بل هي نتيجة طبيعية لأفعالهم وسلوكهم.

تعليقات