فنانو اللقطة الواحدة يحتفلون بذكرى الفنان راغب عياد

حقول عياد في معرض فنانو اللقطة الواحدة

في أجواء ساحرة بقاعات دار الأوبرا المصرية، تم تجسيد تجربة إبداعية تجذب الأنظار. جاءت الألوان زاهية لتروي قصص الوجوه المألوفة من الريف، في المعرض السابع والأربعين لمجموعة “فنانو اللقطة الواحدة”، تحت عنوان “حقول عياد”. هذا المعرض مستلهم من لوحة الفنان الراحل راغب عياد “العمل في الحقل”، التي تمثل الصلة العميقة بين الإنسان وأرضه. مشهد يعكس جوهر الوجدان الفني المصري، حيث اجتمع 32 فنانًا لعرض 73 لوحة نتاج ورشة مكثفة داخل متحف الفن المصري الحديث.

تجربة فنية مستلهمة من جذور الأرض

أمضى الفنانون لحظات امام لوحة عياد، مستكشفين تفاصيلها المعبرة: حركة الفلاحين، انتظام الصفوف، وتكرار الإيقاع الذي يذكر بألحان الحصاد. من تلك اللحظة، بدأ تفاعل صامت بين عصور الفن؛ بين عياد الذي أسس لهذا الأسلوب وفناني اليوم الذين حاولوا تجديد هذا الحلم بلغة معاصرة. تتنوع الأعمال بين التكعيبية والتجريد، بينما يبقى الخيط الجامع هو الصدق المصري في التعبير عن الأرض والإنسان.

بعض اللوحات تميزت بالرموز الشعبية والألوان الذهبية للريف، بينما انطلقت أعمال أخرى نحو التعبير عن المشاعر الداخلية، وكأن الفنانين كانوا يبحثون داخل أنفسهم عن صدى الخطوط التي رسمها عياد في الماضي. ويشير الدكتور عبد العزيز الجندي، مؤسس مجموعة “فنانو اللقطة الواحدة”، إلى أن “عياد لم يرسم مجرد فلاحين في حقله، بل عكس نبض الحياة بكل تفاصيلها؛ كل حركة فيها تجسد دفء الأرض وبساطة المصرى الذي يعمل بحب وصمت”.

ويضيف الجندي أن هدف المعرض هو الحوار مع عياد بدلاً من تقليده، حيث يسعى الفنانون إلى استكمال تجربته بأسلوب يعكس زمنهم ورؤاهم. كانت ورشة “حقول عياد” بمثابة مساحة للاحتراق الفكري، حيث اجتمعت التجارب الشخصية خلال لحظات رسم تفاعلية بالمتحف، مما أضفى طابعًا حيويًا على المشهد الفني. وفقًا للجندي، لم يكن استحضار عياد مجرد حنين إلى الماضي، بل كان سعيًا لإحياء روح الفن الحقيقي الذي يتجاوز الزمن ويتصل بجذور الإنسان.

ختامًا، يؤكد الجندي أن “الفن الحقيقي يعيش فينا، وهو يتجلى في كل محاولة نرسم فيها بإخلاص. عياد فتح الطريق، ونحن نكمل رحلتنا”.