«هيئة الموسيقى» السعودية تُطلق برنامجًا رائدًا لتعليم البيانو لأول مرة في المملكة

فيلم «كيف تبني مكتبة» يوثق النهضة الثقافية ضد الاستعمار في كينيا

يستعرض الفيلم الوثائقي «كيف تبني مكتبة» مشاهد من نيروبي، عاصمة كينيا، موثقاً رحلته عبر عدة سنوات في تحويل مكتبة أنشأها الاستعمار إلى رمز لحلم جديد. يسلط الفيلم الضوء على جهد سيدتين تسعيان لتحويل المكان من ذكرى للماضي إلى فضاء للحوار والحرية والمعرفة.

فيلم يُعيد تشكيل الروابط بين المجتمع والسلطة

بدأ الفيلم رحلته في مهرجان «صندانس» الماضي، وشارك بعد ذلك في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية، بما في ذلك النسخة الثامنة من مهرجان «الجونة السينمائي»، حيث يتناول عملية تجديد المكتبة ويتعمق في إعادة تشكيل العلاقة بين السلطة والمجتمع. تعكس مكتبة ماكميلان التذكارية التي أنشئت في فترة الاستعمار البريطاني آمال جيل جديد يسعى لإعادة كتابة تاريخه وهويته.

تمزج رحلة السيدتين بين السياسة والفن، الماضي والحاضر، تحت إشراف المخرجين مايا ليكو وزوجها كريستوفر كينغ، وتعتبر هذه التجربة الثانية لهما بعد عملهما معاً في فيلم «الرسالة». وعلى الرغم من أن كينيا عانت تحت الحكم البريطاني لمدة 70 عاماً وشهدت أعمال عنف شنيعة، إلا أن الفيلم يكشف عن الأمل في المستقبل.

تعود بدايات الفيلم إلى عام 2017، عندما دُعيت مايا ليكو وزوجها إلى المكتبة القديمة حيث عملت ناشرة وكاتبة على تجديد المحتوى. وقد وصفت ليكو تلك الزيارة بأنها بداية لقصة أكبر من مجرد ترميم، بل إنها قصة بلد يسعى لمد جسر نحو ماضيه. واجهت مايا وزوجها تحديات كثيرة خلال تصوير الفيلم، حيث كان يجمع بين الالتزام بعائلتهما والحماس للمشروع.

أبرزت مايا الصعوبات التي واجهتهما مع البيروقراطية الحكومية، والتي عرقلت أحياناً روند التطوير والتصوير. ومع ذلك، سعى الزوجان لتقديم عمل يعكس واقع من يسعون للتغيير في أنظمة معقدة. استغرق الفيلم مرحلة المونتاج أكثر من عام ونصف، حيث تعاونا مع المونتير الكوبي ريكاردو أكوستا لتحقيق البناء السردي النهائى.

أشار كريستوفر كينغ إلى أن عدد اللقطات التي تم تسجيلها تجاوز 600 ساعة، مما يعكس الجهد المخصص لتصوير كل لحظة قد تحمل معنى عميقاً. ومنذ انتقاله إلى كينيا في عام 2007، كان مفتوناً بالحركة الفكرية وأسئلة المثقفين حول الهوية الإفريقية، مما جعله يقترب بشغف من شخصيات الفيلم. بينما أشار إلى ضرورة التعامل بحذر مع بعض الشخصيات السياسية لضمان عدم تعريضهم للخطر، مما يعكس روح العمل التعاونية والتفاهم.

أكد المخرجان أن عملهما المشترك يحمل تحديات، لكنه يعزز من شراكتهما ويمنحهما تناغماً خاصّاً، حيث يتعاونان في مختلف جوانب الفيلم. وبهذا الشكل، يمثل الفيلم تجسيدًا لرحلتهم المشتركة وللأفكار الثقافية والاجتماعية التي تسعى لتحدي الأنظمة الراسخة، في إطار عملهم على مشروعهم الجديد الذي يتناول تجربة شابة كينية تتطلع للفوز بمنصب المحافظ.