الخرطوم تتهم الإمارات مجددًا بتسليح الدعم السريع وتطالب بخطوات عاجلة

التحذيرات من الدور الإماراتي في السودان

أعرب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، عن استيائه من سماح مجلس الأمن لممثل دولة تُلام على دماء الأبرياء بالحديث عن الأوضاع في السودان. ووصف ذلك بأنه إهانة تمثّل استخفافًا بمعاناة الأطفال اليتامى والنساء الأرامل. جاء ذلك خلال جلسة تناولت أحداث مدينة الفاشر، حيث أكد إدريس على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن موقفًا مسؤولًا من الممارسات العدوانية التي ترتكبها قوات الدعم السريع بدعم من دولة الإمارات، التي تُتهم بتمويلها وتسليحها.

الاستغلال والتدخل الأجنبي في السودان

خلال كلمته، دعا إدريس إلى إدانة الدور “المخرّب” الذي تلعبه الإمارات في نقل الأسلحة والمال إلى قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن هذه القوات ترتكب مذابح تهدد استقرار السودان والمنطقة. وعبّر عن أسفه لعدم اعتراف المجلس بتورط الإمارات في هذه الجرائم، وهو ما يُظهر حجم الانتهاكات التي يواجهها المدنيون في السودان يومياً.

وأشار إدريس إلى التقارير الإعلامية التي صدرت مؤخرًا حول التدخل الإماراتي، حيث انتقد هجوم الإمارات الإعلامي والدبلوماسي الذي يسعى لتصوير قوات الدعم السريع كأنها تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار. في سياق آخر، لفت انتباه المجلس إلى وثائق تشير إلى وقوع عمليات قتل جماعي في مستشفى بمدينة الفاشر، مما يؤكد على استمرار الجرائم ضد الإنسانية.

في ختام كلمته، أكد إدريس على أن ما تقوم به الإمارات من دعم لهذه القوات يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية ويطرح تساؤلات حول إمكانية الحديث عن السلام والأمن من قبل الدول المتورطة في جرائم حرب. تزامن ذلك مع اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة في البلاد. كما أقر قائد قوات الدعم السريع بحدوث تجاوزات من قواته محاولًا تشكيل لجان للتحقيق.

تجدر الإشارة إلى أن القوات أصبحت تسيطر على معظم مراكز ولايات دارفور، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق البلاد الأخرى. ويستمر الوضع الإنساني في التدهور، حيث شهدت المدينة انقطاعات في الإمدادات وفقدان الأمن، مما يؤدي إلى عزلتها عن العالم الخارجي.