الفشل العسكري وأثره المستقبلي
الفشل العسكري للإسرائيليين أصبح مأزقًا وجوديًا، فكل قنبلة تسقط على غزة اليوم لا تحسم المعركة، بل تؤكد عجز جيش الاحتلال. خلال عام كامل، لم تتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة، ولا حتى من كسر إرادة الناس. لقد استنفدت قوتها دون أن تحقق شيئًا سوى تعميق كراهية العالم لها، وانكشاف زيف “الجيش الذي لا يُقهر”. فهي تغرق في فخ النصر المستحيل، محاربة ظلاً لا يُرى، وجيشًا مكونًا من مؤمنين لا يُهزمون بالحديد والنار.
تآكل الشرعية الأخلاقية والسياسية
تآكلت شرعية إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، وتحولت صور الأطفال القتلى إلى وثائق اتهام حية تلاحقها في المحاكم والجامعات والبرلمانات. حتى بعض حلفائها بدأوا يتساءلون: “كيف يمكننا الدفاع عن دولة ترتكب هذا الجنون؟”. الشرعية الأخلاقية تتآكل كما تتآكل جدران المنازل المهدمة في غزة، مما يدفع نحو عزلة سياسية وقانونية محتملة، بغض النظر عن محاولات الإعلام الغربي لتجميل المشهد.
المقاومة في غزة تستمد قوتها من الدماء، وليس من السلاح فقط. إسرائيل لا تدرك أنه كلما قتلت أمًا أو أبًا، فإنها تُخرج مقاتلاً جديدًا. كل طفل نجا من مجزرة يحمل ذكريات مؤلمة وحقًا لا يسقط بالتقادم. المقاومة في غزة وعدت وستفي بوعدها، حيث سينضم إلى صفوفها الكثير من أولئك الذين فقدوا عائلاتهم. سيكون هؤلاء وقودًا لمعركة لا تعرف اليأس.
مستقبل اللعنة التاريخية
إسرائيل اليوم لا تخوض حربًا عسكرية فحسب، بل تصنع لعنتها التاريخية. كل بيت فلسطيني يحمل سببًا جديدًا لمقاومة الاحتلال. وكلما اعتقدت أنها “تردع” المقاومة، كانت تزرع جذور مقاومةٍ أكثر عمقًا. نار غزة لن تنطفئ، وغضب الملايين الذين شهدوا مآسي مدينتهم سيبقى مشتعلاً. حتى لو بقي طفل فلسطيني واحد على قيد الحياة، فلن يضع السلاح أو ينسى ما حدث.
باختصار، تسعى إسرائيل لتحقيق نصر بالقوة على روح لا تُقهر، لكنها نسيت أن النصر الحقيقي يكمن في إرادة الحياة التي لا تنكسر. إنها تقاتل كيانًا حيًا اسمه فلسطين، كيانًا كلما أُصيب، قام مجددًا.

تعليقات