مؤمل الصدر يتقدم أمام مقتدى في صلاة ‘الحشد والتحصين’ قبل الانتخابات: رؤية سياسية جديدة

تأويلات منام مقتدى الصدر وتأثيرها على التيار الصدري

بغداد – بعد نشر مقتدى الصدر لتغريدة تتحدث عن رؤيا رآها يشارك فيها الشهيد مؤمل الصدر، انطلقت ردود الأفعال من مناصريه عبر المنصات الصدرية، حيث اعتبروا أن هذه الرؤيا تعكس تأكيدًا على شرعية قيادته وسط الشرائح الشيعية، كما رأوا أن وجود مؤمل الصدر خلفه يدل على انتقال “إمامة الصلاة” من الشهداء إلى الحياة الحالية، ومن دم الشهداء إلى الوقوف في وجه الفساد.

تفسيرات رمزية لظهور مؤمل الصدر

تعليقات الصفحات القريبة من التيار اعتبرت رؤيا الصدر رسالة إلهامية لتجديد العهد مع الخط الذي أرساه والده الشهيد محمد محمد صادق الصدر. فيما ذهب البعض إلى اعتبارها بيعة رمزية من رموز عائلة الصدر للزعيم الحالي. الأتباع تداولوا آراء تفيد بأن الرؤيا تمثل إشارة رضا من عائلة الصدر عن نهج الإصلاح والابتعاد عن الفاسدين، خاصة بعد قرار مقاطعة الانتخابات والذي شكل محور توتر مع أحزاب شيعية أخرى.

الباحث مصطفى الطائي ربط بين رؤيا الصدر ورمزيتها الروحية، حيث اعتبر الصلاة في المنام ليست مجرد فعل تعبدي، وإنما تمثل دعمًا معنويًا من عائلة الصدر لمسار مقتدى في ظل الظروف الصعبة الراهنة. وقد أشار إلى أن رؤيا السيد مقتدى جاءت بالتزامن مع قراره الحاسم بمقاطعة الانتخابات، وهو الموقف الذي قوبل بمعارضة من بعض الأوساط السياسية الشيعية.

وأوضح الطائي أن ظهور مؤمل إلى جانب مقتدى يرمز إلى استمرار الخط الرسالي الممتد من المرجعية الصدرية الأولى، مما يعكس وحدة الهدف وثبات الموقف. ورأى أن مقتدى الصدر متواصلٌ في نهج والده، ويعبر عن رضا المرجعية الصدرية في مواجهة الانحراف والفساد، وسيبقى مستمرًا في طريق الإصلاح الذي خُطّ بدماء الشهداء.

يعتقد العديد من المحللين أن نشر مقتدى الصدر للرؤيا في هذا الوقت الدقيق له دلالات تنظيمية تهدف إلى تعزيز قاعدة التيار الصدري في فترة فراغ سياسي، خصوصًا مع غيابه عن المنافسة الانتخابية. الصدر الذي استخدم دائمًا الخطاب الرمزي يستغل هذه المرة لغة الأحلام لتأكيد استمرارية قيادته في قلوب أتباعه.

في هذا الإطار، يشير أحد المراقبين إلى أن الرؤيا تمثل توقيعًا روحيًا على قرارات الصدر السياسية، وتهدف إلى حماية مؤيديه من الشكوك حول قراره بالمقاطعة. تعتبر اللغة الغيبية التي استخدمها الصدر ليست جديدة، لكنها تساهم حاليًا في ترسيخ الزعامة ضمن إطار الرسالة بدلاً من السلطة.

بينما قد تبدو الرؤيا تجربة روحية شخصية، فإنها تحولت مع مرور الوقت إلى نص تعبوي يحدد العلاقة بين الزعيم والرمز. فظهور مؤمل الصدر، الذي استشهد في بداية المسار الرسالي، في الرؤيا ليؤدي الصلاة خلف من يحمل راية والده، يجسد تداخل الرمزية بالعقيدة والتوجه السياسي.