بغداد ودمشق: جهود سرية لاحتواء تداعيات حكم الإعدام على الشاب السوري

قضية الشاب السوري: جهود احتواء بين بغداد ودمشق

أكد أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم الخميس (30 تشرين الأول 2025)، على أن بغداد ودمشق تعملان بجهود غير معلنة من أجل احتواء قضية الشاب السوري الذي صدر بحقه حكم بالإعدام مؤخراً. وأوضح أن هناك تنسيقاً دبلوماسياً بين البلدين لمنع أي تداعيات قد تؤثر على العلاقات الثنائية.

التعاون الدبلوماسي بين العراق وسوريا

وقال التميمي إن “قضية الشاب السوري، التي أثارت ضجة في بلاده، تم توضيحها من قبل مجلس القضاء الأعلى العراقي الذي قدم الأدلة القانونية التي استند إليها الحكم”. وأشار إلى أن “بعض الجهات في الداخل السوري حاولت من خلال مئات المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي إثارة الرأي العام عبر خلق حالة من الاحتقان وتسليط الضوء على خطابات متوترة لأغراض سياسية”.

وأضاف أن هناك مصالح لبعض الأطراف في خلق توتر بين بغداد ودمشق، لكن في الوقت نفسه توجد قنوات دبلوماسية وأمنية نشطة بين الدولتين تهدف إلى احتواء القضية ومنع تفاقمها. كما لفت إلى أن “السلطات السورية في مدينة البوكمال تعاملت بسرعة مع الأحداث الأخيرة وسعت لتهدئة الموقف”.

وأشار التميمي إلى أن “الأيام المقبلة قد تشهد حسم هذا الملف من خلال آليات قضائية ودبلوماسية، حيث إن السفارة السورية في بغداد تتابع القضية عن كثب”. ودلل على ذلك بأن “دمشق تدرك أهمية العراق من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية، خاصة مع وجود أكثر من نصف مليون سوري يعملون في المحافظات العراقية”. كما أكد أن بغداد تحرص على عدم خلق أي توتر قد يؤثر على العلاقات أو الأمن المشترك.

وختم بالقول إن “الإجراءات المتوقع اتخاذها خلال الـ48 ساعة القادمة من الممكن أن تسهم في تخفيف حدة التوتر في المشهد السوري، خاصة مع محاولات البعض تضليل الرأي العام بالرغم من توضيحات مجلس القضاء الأعلى العراقي بشأن تفاصيل القضية”.

يشار إلى أن مجلس القضاء الأعلى أصدر توضيحًا بشأن الأنباء التي تتحدث عن حكم بالإعدام بحق الشاب السوري لنشره فيديو تمجيد للرئيس السوري الحالي واحتواء هاتفه على مواد تتعلق بـ”الجيش الحر”، مبينًا أن تلك المعلومات غير صحيحة. وأكد أنه “صدر الحكم بعد ثبوت اعتراف المتهم بتمجيد زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، والتحريض على قتل عناصر من الجيش العراقي والحشد الشعبي من خلال منشورات وفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، مشيرًا إلى أن الشاب قام بحرق صورة الإمام علي لإشعال الفتنة. وأكد بيان المجلس أن “الحكم غير نهائي وقابل للتمييز أمام محكمة التمييز الاتحادية”.