أوضاع إنسانية صعبة في مدينة الفاشر
الفاشر: شهدت منطقة طويلة بشمال دارفور غربي السودان، يوم الأربعاء، دعوة عاجلة من غرف الطوارئ لتقديم دعم عاجل يسهم في إنقاذ حياة النازحين الذين يصلون إليها من مدينة الفاشر، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية للغاية. وقد أطلق مجلس تنسيق الغرف، والذي يضم لجان الإغاثة، نداءً ملحًا إلى المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، إضافةً إلى الميسورين، لتقديم الدعم العاجل لغرفة طوارئ طويلة للمساعدة في تخفيف معاناة النازحين.
حالة الطوارئ الإنسانية
تشهد منطقة طويلة تدفقًا متزايدًا للنازحين القادمين من مدينة الفاشر نتيجة الأحداث المتواصلة في المنطقة. وتظهر تقارير أن هؤلاء النازحين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه، بالإضافة إلى حالات سوء التغذية وأوضاع صحية حرجة يعاني منها المرضى والمصابين.
وعلمت منظمة الهجرة الدولية، مساء الثلاثاء، أن 7,455 شخصًا نزحوا من الفاشر خلال يوم واحد فقط جراء الهجمات من قبل قوات الدعم السريع، ليصل عدد النازحين إلى 33,485 خلال 3 أيام فقط. كما اتهمت السلطات السودانية وكالات دولية عديدة قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر، مشيرة إلى عمليات إعدام ميدانية واعتقالات وتهجير قسري.
وفي الجهة المقابلة، تنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات وتؤكد على أنها تعمل على تنظيف مدينة الفاشر من العناصر المعادية، في إطار عملياتها العسكرية.
وفي سياق متصل، حذرت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (اليونيسف)، من تعرض نحو 130 ألف طفل في الفاشر لخطر الانتهاكات الحقوقية الجسيمة. وقد أشارت إلى أن التقارير الواردة تتضمن اختطافات وقتل وتشويه وعنف جنسي، مما يزيد القلق تجاه سلامة الأطفال المحاصرين لأكثر من 500 يوم في ظل قصف متواصل وصراعات عنيفة ونقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة.
كما تناولت التقارير اعتقالات لبعض عمال الإغاثة. وفي ختام بيانها، جددت اليونيسف دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون أي عوائق، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، وضمان ممر آمن للخروج للعائلات، مشددة على أهمية محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

تعليقات