تطوير مطار بغداد الدولي
يُعد مطار بغداد الدولي بوابة العراق الجوية ورمز سيادته، إلا أن التحديات التي واجهتها البلاد على مدى السنوات الماضية أدت إلى تراجع مستوى الخدمات والبنية التحتية والإدارة التشغيلية، مما يستدعي تأهيلاً شاملاً وإدارة مهنية حديثة لإعادة المطار إلى مكانته الإقليمية والدولية. من خلال التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) واستقطاب شركات عالمية رائدة في إدارة وتشغيل المطارت، يظهر هذا المشروع كتجربة متقدمة في الاستثمار المستدام المبني على الشفافية والعائد الاقتصادي العالي للدولة، محققًا تنمية اقتصادية حقيقية وتوفير فرص عمل واسعة، مما يعزز من مكانة العراق كمحور هام في حركة النقل الجوي الإقليمي والدولي.
تحسين البنية التحتية للمطار
في وقتٍ سابق، أقرّ مجلس الوزراء العراقي مشروع تأهيل وتطوير وتشغيل مطار بغداد الدولي بالشراكة مع مشغل عالمي من القطاع الخاص، بهدف تطوير الخدمات في المطار لتتوافق مع المعايير الدولية في جوانب السلامة وأمن الطيران المدني. ونتيجة لتراجع مستوى الخدمات وضعف البنية التحتية، رأت الحكومة أنه من الضروري الاستعانة بمشغل عالمي متخصص لضمان تأهيل وتشغيل المطار دون تحميل الخزينة أعباء إضافية.
تم التعاقد مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) للقيام بإعداد الكراس الاستثماري واستقطاب شركات متخصصة في إدارة وتشغيل المطارات. وقد تقدمت 14 ائتلافاً دولياً، حيث استُبعد 4 منها لعدم توافر الخبرة، وتم تأهيل 10 ائتلافات قبل أن تتقلص إلى 3 ائتلافات مؤهلة نهائية بعد قرارات انسحاب واندماج بين المتنافسين. تم فتح العطاءات المالية للائتلافات المتأهلة، حيث قدم ائتلاف CAAP عرضاً يمنح الخزينة العامة نسبة 43.05% من الإيرادات الكلية سنوياً، بينما قدم ائتلاف ASYAD نسبة 38.05%. ونتيجة لهذه التقييمات، تم اختيار ائتلاف CAAP للفوز بالعقد نظرًا لتقديمه أفضل عرض.
التزامات المستثمر تتضمن بناء صالة مطار حديثة بسعة 9 ملايين مسافر قابلة للتوسع، بالإضافة إلى تحسين المدارج والبنية التحتية الأخرى، على أن يتم استثمار 764 مليون دولار دون تحميل الحكومة أية تكاليف.
يمثل هذا المشروع أول عقد استثماري من نوعه في قطاع الطيران العراقي منذ عام 2006، مع وعود بتحقيق إيرادات ثابتة وفرص عمل واسعة، مما يعزز من سمعة العراق في مجال النقل الجوي العالمي.

تعليقات