أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أهمية التمييز بين الرشوة والهدية، مؤكدة أن الخلط بينهما لا يجوز. فقد أكدت دار الإفتاء أن الرشوة محرمة شرعًا، سواء كانت أخذًا أو إعطاءً، نظرًا لما تسببه من فساد وإخلال بمبادئ العدالة والنزاهة.
الهدية النافعة وخصائصها
وبينت الدار في فتوى رسمية أن الهدية تختلف تمامًا عن الرشوة، حيث تُعتبر الهدية ما يتم تقديمه بحرية ودون انتظار لمقابل. وقد حثَّ الشرع على تقديم الهدايا والتبرعات لما لها من تأثير إيجابي على العلاقات الإنسانية وتعزيز المحبة بين الأفراد وتلبية احتياجات الآخرين. وقد ورد في الآية الكريمة: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، مما يدل على أهمية التعاون على الخير والابتعاد عن أي تصرف قد يؤدي إلى الفساد أو الإضرار بالمجتمع.
الفارق الجوهري بين الهدايا والمغريات
كما أكدت الدار أن النية والمقصد يمثلان الفارق الأساسي بين الهدية المباحة والرشوة المحرمة. ودعت الجميع إلى التحلي بالنية الصادقة والابتعاد عن الشبهات في تعاملاتهم اليومية، لضمان عدم الوقوع في محظورات شرعية. فالإخلاص في النية يُعتبر أحد الأسس التشريعية التي تحدد ما إذا كان الفعل مقبولاً أو غير مقبول في نظر الدين.
علاوة على ذلك، يتجلى الفرق بين الهدية والرشوة في الأثر الاجتماعي والنفسي لكل منهما. فالهدية تُعزز الروابط وتُقوي التفاهم بين الأفراد، بينما تساهم الرشوة في نشر الفساد وزعزعة الثقة بين الناس ومؤسسات المجتمع. لذا يجب أن ننطلق من مبدأ الأخلاق الحميدة في تعاملاتنا، وأن نعمل على تكريس ثقافة الهدايا الطيبة كوسيلة لبناء علاقات قائمة على الاحترام والتعاون.
إن فهم الفرق بين الرشوة والهدية يُعتبر أمرًا حيويًا في سلوكياتنا اليومية. لذلك، على الأفراد في كافة المجالات المهنية والاجتماعية أن يكونوا واعين لنياتهم وأهدافهم، والتأكد من أن تصرفاتهم تساهم في تعزيز مبادئ العدالة والمساواة بين الجميع، وليس العكس. إذ أن الرشوة لا تؤدي إلا إلى تقويض الأسس التي بُنيت عليها المجتمعات، بينما تبقى الهدية رمزًا للكرم والمحبة.

تعليقات