الهدنة في مأزق
يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجاهل كافة الجهود الدولية، معتمداً على إصراره على مواصلة الحرب استجابةً لرغبات وزرائه المتطرفين. تعد هذه الخطوة بمثابة إنذار خطر يضع الولايات المتحدة الأمريكية، كضامن رئيسي لاتفاق شرم الشيخ، في موقف حرج للغاية. يتعين على الرئيس الأمريكي أن يكون صريحاً وحازماً في تصريحاته، بدلاً من استمرار تبرير الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، وخاصةً في مخيمات النازحين، حيث إن هذه الهجمات لا تهدد حياة الفلسطينيين فقط، بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على استقرار المنطقة برمتها.
الأزمة في التهدئة
تأكيدات الوزراء المتطرفين في حكومة نتنياهو وإصرارهم على مواصلة حرب الإبادة في غزة، والضغوط المتزايدة على جيش الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم، ستنعكس بالضرر على الإسرائيليين أنفسهم. فقد تم منع أحد جنود الاحتياط الإسرائيليين من دخول دولة التشيك بناءً على طلب من السلطات الفرنسية بسبب تورطه في ارتكاب مجازر في غزة. يعكس ذلك أن العواقب الوخيمة للقرارات المتطرفة لن تقتصر على الفلسطينيين.
تشير الضربة العسكرية التي وجهها نتنياهو على غزة مؤخراً، قبل العودة إلى استئناف عملية وقف إطلاق النار من جانب جيش الاحتلال، إلى خطر محدق بجهود تحقيق السلام وبناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إن هذه الإجراءات تمثل عائقاً حقيقياً أمام الوصول إلى سلام دائم وتحقيق حل الدولتين. ولذلك، ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة على هذه العملية، وأن تتحرك بجدية للتعامل مع مستقبل المنطقة والسلم الدولي بشكل عام.

تعليقات