عاجل: الدعم السريع تُقدم على إعدام الجرحى داخل مستشفيات الفاشر بعد السيطرة على المدينة
انتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
أفادت تقارير صحفية بارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات خطيرة وعمليات إعدام جماعية بحق المدنيين والجرحى داخل مستشفيات مدينة الفاشر، بعد أن تمكنت من السيطرة عليها إثر حصار دام عدة أشهر. ووفقًا لمصادر إنسانية وشهود عيان، فقد شهدت المدينة عمليات قتل ممنهجة للمدنيين بعد دخول القوات، حيث تم توثيق العديد من الجثث المنتشرة في الشوارع وبقع الدماء قرب الآليات العسكرية داخل الأحياء.
أعمال وحشية داخل المرافق الصحية
توجهت القوات التابعة للدعم السريع لاقتحام عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في الفاشر، حيث قامت بإعدام الجرحى والمصابين الذين لم يتمكنوا من الهرب. هذا يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية واتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية الجرحى وأسرى الحرب. وذكر عاملون في المجال الإنساني أن القوات كانت تقوم بفصل الرجال والفتيان عن النساء داخل المؤسسات الصحية، مما أدى إلى تعرضهم لتعذيب وإعدام ميداني.
يواجه الوضع الإنساني في الفاشر تدهورًا كبيرًا بسبب نقص الخدمات الأساسية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. وقد اضطرت المنظمات مثل الهلال الأحمر السوداني إلى تعليق أنشطتها نتيجة لتزايد الهجمات على الكوادر الطبية والمرافق الصحية، مع تحول بعض المستشفيات إلى مواقع عسكرية مغلقة تستخدمها القوات كغرف عمليات.
تقارير الأقمار الصناعية وبيانات المنظمات الحقوقية الدولية أظهرت وجود مقابر جماعية جديدة في ضواحي المدينة، يُعتقد أنها تضم ضحايا الإعدامات التي حدثت مؤخرًا. تتزامن هذه التطورات مع تصاعد حدة الصراع في دارفور، مما ينذر بتحول الإقليم إلى بؤرة لأكبر كارثة إنسانية في إفريقيا خلال السنوات القادمة.
الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية طالبت بفتح تحقيق عاجل بشأن هذه الانتهاكات وجرائم الحرب المرتكبة في الفاشر، داعية إلى السماح بدخول بعثات دولية لمراقبة الوضع وتوثيق الأحداث لضمان تحقيق العدالة.
مدينة الفاشر، التي تعد عاصمة ولاية شمال دارفور، قد عانت في الأشهر الأخيرة من حصار متواصل قبل أن تسقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع، الأمر الذي أدى إلى نزوح آلاف المدنيين إلى المناطق الغربية والحدودية. التقارير الحقوقية تشير إلى أن النزاع المستمر في السودان منذ منتصف عام 2023 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، مع تزايد المخاوف من تفكك الدولة وانتشار الصراع إلى دول الجوار.

تعليقات