تأثير الذكاء الاصطناعي على الفتوى الشرعية
أكد الدكتور مصطفى عبد الكريم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الفتوى تتغير بناءً على ظروف الزمان والمكان والأشخاص، مما يتطلب وجود مفتٍ بشري مؤهل قادر على تطبيق الأحكام الشرعية في ظل المتغيرات المستمرة. وفي هذا السياق، أشار إلى ضرورة أن يتمتع المفتون بالقدرة على التعاطي مع التحديات الجديدة التي تظهر في مجتمعاتهم.
دور التكنولوجيا في الإفتاء
وكشف الدكتور عبد الكريم في مداخلة هاتفية مع برنامج ستوديو إكسترا عبر قناة إكسترا نيوز، أن دار الإفتاء قامت بإجراء تجارب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تم ملاحظة أن هذه الأنظمة يمكن أن تتعرض لأخطاء تعرف باسم “الهلوسة”، مما يؤدي إلى تقديم معلومات أو آراء غير دقيقة. وهذا يجعل الاعتماد عليها كمرجع لإصدار الفتاوى أمرًا غير موثوق به. رغم هذه الملاحظات السلبية، لم تغفل دار الإفتاء أهمية التكنولوجيا، حيث رأت أنها قد تكون بمثابة أداة مساعدة للمفتين، تساعدهم في تسريع البحث وتجهيز المعلومات اللازمة لإصدار الفتاوى.
ويؤكد الدكتور عبد الكريم أنه على الرغم من الاستفادة من هذه الأدوات التكنولوجية، إلا أن القرار النهائي في إصدار الفتوى يجب أن يبقى في يد العنصر البشري المؤهل، مشددًا على أن وجود البروتوكولات التعاونية مع جهات أكاديمية متخصصة تهدف إلى تطوير نماذج بحثية تساهم في هذا المجال، بشرط ألا تحل محل دور المفتين. فالفهم العميق والقدرة على تحصيل المعرفة القانونية تبقى عناصر لا يمكن الاستغناء عنها في هذا السياق.
يستوجب هذا التوجه مستقبلاً الحفاظ على التوازن بين الاستفادة من الابتكارات التقنية في مجال الإفتاء، وفي نفس الوقت ضرورة التمسك بالجوانب التقليدية التي يعتمد عليها الفقهاء في استخلاص الأحكام ومسؤولياتهم الشرعية. إن عملية دمج التكنولوجيا في الفتوى تعكس الرغبة في التطوير والتحديث، لكنها تتطلب حذرًا وانتباهًا لضمان دقة المعلومة والحفاظ على القيم الدينية.

تعليقات