التحذير من القسوة على الأبناء ودورها في عقوقهم
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية دور الآباء في تربية الأبناء وضرورة تحقيق التوازن بين الحزم واللين. وأشار إلى أن القسوة قد تؤدي إلى النفور من العلاقات العائلية وتفتح المجال للعقوق. خلال حديثه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس”، شدد الشيخ عثمان على ضرورة أن يتحلى الوالدان بالرحمة والرأفة في تعاملاتهم مع أبنائهم.
أهمية الرحمة في تربية الأطفال
أوضح الشيخ عويضة عثمان أن من صفات ولي الأمر أن يكون قدوة حسنة للأبناء، محذرًا من أن يكون الوالد سببًا في عقوق أبنائه. وأكد على ضرورة استخدام الكلمات الطيبة والرفق في التربية، مشيرًا إلى أن الكلمة الجارحة قد تغلق قلب الولد وتدفعه للعقوق دون أن يشعر الوالد بذلك. كما تطرق إلى الحكمة التي تقول إن الأبناء هم فلذات أكباد الآباء، وينبغي أن يكون الآباء لهم بمثابة الأرض التي توفر لهم الأمان والدعم.
وأضاف الشيخ أن القسوة المفرطة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، مثل فقدان العلاقة بين الآباء والأبناء، وبالتالي لجوء الأبناء للبحث عن الرعاية والمحبة من خارج الأسرة، مما قد يعرضهم لمخاطر الانحراف. وأشار إلى أن الكثير من الشباب اليوم ينغمسون في المحرمات أو يصادقون رفقاء السوء نتيجة لافتقادهم للحنان والرعاية في المنزل.
شدد الشيخ على أن أسلوب التربية الذي اتبعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأمثل، حيث أظهر الرحمة والحنان حتى في تعامله مع مَن خدمه. واستشهد بحديث أنس بن مالك الذي خدم رسول الله عشر سنوات دون أن يتعرض لأي لوم أو تأنيب، مما يعكس الرحمة والرفق في التربية.
في ظل الظروف الراهنة التي يعيش فيها الأبناء، والتي توفر فرصًا كثيرة للانحراف، أصبح من الضروري أن يتحلى الآباء بالصبر والرحمة، وأن يسعى الأهل لتعميق الحوار والتفاهم مع أبنائهم. ودعا الشيخ عويضة عثمان أولياء الأمور إلى ضرورة تقديم العطف والحنان بدلاً من العصبية أو القسوة، محذرًا من أن القسوة في الوقت الحالي قد تؤدي إلى فقدان الأبناء للأبد.

تعليقات