تحويل النفايات إلى طاقة: مسح شامل يشمل 12 دولة عربية يكشف إمكانيات الطاقة المستدامة

تحويل النفايات إلى كهرباء في الوطن العربي

يشهد الوطن العربي تحوُّلاً ملحوظًا نحو استغلال النفايات كموارد لإنتاج الكهرباء، بعد عقود من تناول المخلفات كعبء يتعين دفنه أو حرقه دون أي استفادة. أصبحت النفايات الآن جزءًا حيويًا في توفير الطاقة، حيث تتجه الحكومات العربية للتقنيات الحديثة مثل الحرق المنظم، وإنتاج الغاز الحيوي، واستخراج الوقود البديل (RDF) لتشغيل محطات الكهرباء وتقليل الضغط على مكبات النفايات.

استفادات الدول العربية من النفايات

يتمتع تحويل النفايات إلى كهرباء بنمو متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يُقدر إنتاج المخلفات الصلبة في الوطن العربي بأكثر من 150 مليون طن سنويًا، ولكن يُعاد تدوير أقل من 10% منها. هذه الجهود تأتي في ظل زيادة الضغط على الموارد وتقليل الانبعاثات وفقًا لالتزامات اتفاق باريس للمناخ. يتجلى آثار هذا التوجه في دول الخليج، المغرب، مصر، والشرق الأوسط، مما يعكس الاهتمام المتزايد بفوائد استغلال النفايات كموارد للطاقة والاقتصاد.

في الإمارات، تعتبر محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة من أوائل المشاريع الرائدة، حيث تُعالج 300 ألف طن سنويًا لتوليد 30 ميغاواط من الكهرباء. وفي المغرب، أُطلق مشروع توليد الطاقة من النفايات المنزلية في 2015، بينما تتطور مشاريع مماثلة في قطر والأردن، مما يسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة. في سلطنة عمان، يُجهز مشروع لتحويل النفايات إلى طاقة، ومحطة جديدة في العراق تظهر إمكانية توسيع نطاق هذا العمل في المنطقة.

يُبرز هذا التحول في إدارة النفايات مزيجًا متكاملًا من الابتكارات البيئية، مشيرًا إلى أهمية توفير الطاقة المستدامة ومعالجة المخلفات بطريقة تفيد المجتمع وتقلل من التلوث.