حزب بارزاني يوضح موقفه من انسحاب العمّاليين من تركيا

انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني نحو شمال العراق

أكد وفا محمد كريم، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريحات حديثة أن انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية إلى مناطق شمال العراق يأتي في سياق عملية السلام الحالية، وليس له علاقة بأي تحركات عسكرية جديدة داخل العراق. هذا التوجه يعتبر جزءاً من الجهود الرامية لنزع السلاح، والذي تم بناءً على الطلب الذي قدمه زعيم الحزب عبد الله أوجلان.

عملية السلام الجارية

وأوضح كريم أن هذه الخطوة تمثل المرحلة الثالثة من عمليات الانسحاب، والتي تتابع بعد إلقاء السلاح من قبل المسلحين وإطلاق سراح السجناء من قِبل الحكومة التركية. وأشار إلى أن ما يحدث لا يشير إلى عودة الصراع أو انتقال المعركة إلى العراق، بل هو تحرك منسق ضمن الأطر السياسية والأمنية بين الأطراف المعنية بهذا السلام. ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الأخيرة من الانسحاب المقر الرئيسي لحزب العمال الكردستاني الكائن في جبال قنديل شمال البلاد.

يأتي انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في وقت تشهد فيه العلاقات التركية العراقية تقاربًا ملحوظًا، حيث تتعزز الاتصالات المتبادلة وتُعقد الاتفاقات الأولية لضبط الحدود ومكافحة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون. هذه المعطيات تُظهر إرادة الأطراف في تحسين الوضع الأمني والسياسي المشترك.

في هذا السياق، يرى المراقبون أن التوجه نحو جبال قنديل يمثل اختبارًا جديدًا للتوازن القائم بين العلاقات العراقية والكردستانية والتركية، خاصة في ظل حرص العراق على عدم السماح بامتداد الصراعات على أراضيه، ومراعاة دعم أي مسار يمكن أن يسهم في اتفاق سلام دائم يُنهي النزاع بين القوى الكردية والتركية. ومثل هذه التحركات تعيد التأكيد على أهمية التخطيط المشترك لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة، مما يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.