أمين الفتوى: الشيطان يسعى لإحباط التائبين لحرمانهم من لذة القرب إلى الله

التوبة ووساوس الشيطان

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل قدمته سيدة من الإسكندرية، حيث قالت: “لقد ارتكبت ذنبًا ثم تبت واستغفرت الله، لكني أشعر بعد ذلك أن الله غير راضٍ عني، فهل هذا من الشيطان؟”.

العودة إلى الله والشيطان

أوضح أمين الفتوى خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، أن هذا الشعور يعد مدخلًا كبيرًا للشيطان، الذي يسعى لإضعاف يقين العبد في رحمة الله بعد توبته، حيث يوسوس له: “ما الذي يجعلك تعتقد أن الله سيغفر لك؟” أو “هل تعتقد أنه بعد كل ما فعلته يمكنك التوبة الآن؟”. وهذه الأفكار تمثل ميادين شيطانية تهدف إلى إبعاد الإنسان عن حلاوة التوبة ولذة الرجوع إلى الله.

كما أضاف الشيخ عويضة عثمان أن للتوبة طعمًا خاصًا يشعر به الإنسان أثناء عبادته وذكره لله، لكن الشيطان يحاول صرفه عن ذلك، ليوقعه في دوامة اليأس والإحباط. وتطرق إلى أن بعض الأشخاص من الناس قد يرددون نفس هذه العبارات: “أنت الآن بعد كل ما فعلته تريد التوبة؟”، مؤكداً أن هذه أيضًا من مداخل الشيطان سواء من جن أو إنس.

وتابع الشيخ بقوله إن على كل إنسان أن يتحلى باليقين بأن الله يقبل التوبة مهما كانت ذنوبه، واستشهد بحديث النبي ﷺ حيث قال: “لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك”. وأكد أن الله لا يرفض من يقف ببابه نادمًا وتائبًا.

واستشهد أيضًا بالآية الكريمة: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا”، مشيرًا إلى أن هذه الآية تُعتبر من أرجى آيات القرآن الكريم، لأنها تبدأ بنداء لطيف: “يا عبادي” وتعطي للعبد شعورًا بأنه داخل في دائرة عباد الله رغم ذنوبه، حيث جاء بعدها وعد الله بالمغفرة.

وأكد أن تلك الآية تحمل بشارات عظيمة ورفقًا إلهيًا لا حدود له، وحث الجميع على عدم الانصياع لوساوس الشيطان أو لحديث الناس، بل أن يطرقوا باب الله تائبين راجين رحمته، مختتمًا بدعاء: “نسأل الله أن يرحمنا جميعًا ويقبل توبتنا، إنه هو الغفور الرحيم”.