دراسة جديدة: 70% من سكان الإمارات يطالبون بتعزيز الوعي الأخلاقي في استخدام الذكاء الاصطناعي

أهمية التعليم حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في الإمارات

كشف بحث جديد أجرته جامعة دي مونتفورت في دبي أن حوالي 75% من المقيمين في الإمارات (7 من كل 10) يدعون إلى ضرورة زيادة الوعي بشأن الاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن النمو السريع في برمجيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها الواسع في القطاعات المختلفة زاد من الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد تجاه دور هذه التكنولوجيا في حياتهم اليومية والمهنية.

تعزيز الفهم والتعليم

أشار أكثر من 60% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يستخدمون أدوات مثل “شات جي بي تي” و”جيميني” و”كوبايلوت” لأغراض التعلم وحل المشكلات أو أداء المهام. بينما أكد 72% من المشاركين على أهمية تعزيز التعليم حول استخدام هذه التقنيات. ورغم أن 59% من المقيمين أفادوا بأنهم يشعرون بالثقة في دخول سوق العمل بعد التخرج، فإن هذه النسبة تنخفض إلى 44% بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى دعم المؤسسات التعليمية لتأهيل الخريجين لمواجهة التحولات السريعة في السوق.

وأوضح ثلثا المشاركين (67%) أن أدوات الذكاء الاصطناعي تسهل حياتهم اليومية، ومع ذلك، عبر 47% منهم عن قلقهم من أن الاعتماد المفرط على هذه التقنيات قد يضعف مهاراتهم في التعلم والتفكير النقدي. كما أفاد أكثر من نصف المشاركين (56%) بأن تجربتهم الجامعية زودتهم بمهارات عملية لا تزال مفيدة حتى خارج تخصصاتهم، مما يعكس أهمية المهارات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، أفادت النتائج بأن 44% فقط من الشباب يشعرون بالثقة عند دخولهم سوق العمل، مما دفع جامعة دي مونتفورت دبي إلى تقديم أسلوب تعليمي مبتكر يعتمد على نظام التدريس بالكتل، حيث وافق 52% من المشاركين على أن هذا النظام -الذي يركز على دراسة مادة واحدة في كل مرة- يعد أسلوباً أكثر فعالية مقارنة بتعدد المقررات.

تركز جامعة دي مونتفورت دبي، التي أجرت هذه الدراسة، على دمج استخدام البرمجيات التوليدية في المناهج الدراسية لتزويد الطلاب الذين يبلغ عددهم 3000 طالب بالمعرفة والمهارات اللازمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي، مما يمكنهم من المساهمة في تطوير القطاعات التي سيعملون بها مستقبلاً.

وأكدت البروفيسور شوشما باتيل، نائب الرئيس الأول لقسم الذكاء الاصطناعي، أهمية دور الجامعات في ضمان الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددة على أنه لا يوجد بديل عما يقدمه الذكاء الاصطناعي من قوة وإمكانات. وأضافت أن تسارع القطاعات نحو استثمار هذه الإمكانات يتطلب من الجامعات القيام بدور فاعل في تعزيز المهارات المطلوبة وتوجيه الانتباه إلى الأبعاد الأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا.

وعلق سيمون برادبري، نائب الرئيس الدولي للجامعة، بأن معظم الجامعات تركز على كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج، ولكنهم يسعون لتحديد المهارات المميزة لخريجي الجامعة في عالم يتجه نحو الأتمتة. وأشار إلى أن نموذج التدريس بنظام الكتل يمنح الطلاب فرصة للتعمق في مادة واحدة، ما يساعدهم على تطوير مهارات الإبداع والتفكير النقدي، وهي مهارات يصعب على البرامج الآلية محاكاتها، وبالتالي يسهم في إعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.