كوريا الجنوبية تسرع خطواتها نحو الخليج: منافسة لصياغة شراكات قوية في تصدير السلاح للسعودية والشرق الأوسط

الصناعات الدفاعية الكورية الجنوبية في الشرق الأوسط

تتجه الصناعات الدفاعية في كوريا الجنوبية نحو تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط، مستهدفةً هذه المنطقة كوجهة رئيسية لتصدير الأسلحة، وفقًا لما أعلنه محلل بارز في شركة Korea Investment & Securities.

توسيع قاعدة الشراكات الدفاعية

خلال ندوة نظمتها شركة Hanwha Asset Management في العاصمة سيول، أكد المحلل جونغ نام هيون أن الشرق الأوسط يمثل فرصة استراتيجية للشركات الكورية في مجال الدفاع. وأشار إلى زيادة صادرات نظام الدفاع الجوي من قاذفات ورادارات إلى المنطقة، حيث تساهم الأساطيل القديمة من الدبابات والمركبات المدرعة في خلق طلب على أنظمة بديلة حديثة. وأكد على أن شركتي Hanwha Aerospace وHyundai Rotem تتبنيان تسويقًا نشطًا في دول المنطقة.

كما لفت النظر إلى جهود Hanwha Aerospace في تطوير شبكة تصدير واسعة نحو السعودية، مع السعي لإنشاء قاعدة إنتاج محلية هناك. وقدّر حجم صفقة السلاح المحتملة بين السعودية وكوريا الجنوبية بحوالي 35 تريليون وون (ما يعادل نحو 25 مليار دولار أمريكي).

تناولت الندوة أيضًا النجاحات التي حققتها الصناعات الدفاعية الكورية في أوروبا، حيث أشار جونغ إلى أن العديد من الدول الأوروبية تعاني من نقص في الذخيرة وتخطط لتوسيع طاقتها الإنتاجية، مع تعاون الشركات الكورية كموردين وليس كمنافسين مباشرين.

فيما يتعلق بمخاوف ركود أرباح القطاع عقب النمو السريع في السنوات الأخيرة، اعتبر جونغ أن الشركات الكورية ستستمر في تحقيق هوامش ربح مرتفعة بفضل الطلب المتزايد على أنظمة التسليح، مشيرًا إلى أن القدرات المالية للعملاء الجدد في الشرق الأوسط تفوق العديد من الدول الأوروبية.

من جانبه، تناول لي سون يوب، خبير الصناعات الدفاعية، تأثير التحولات الحديثة في أنماط الحرب التي تركزت على الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي، معتبرًا أنها تعيد رسم ملامح ساحة المعركة. وأوضح أن التدخل السريع في المناورة أصبح أمرًا حاسمًا مع زيادة فعالية الطائرات المسيّرة وأثرها على الدبابات. كما أكد على أن كوريا قد طورت قدرات قوية في مجال الأسلحة المضادة للطائرات المسيّرة، مما منحها تفوقًا تكنولوجيًا.

في عام 2023، أعلنت كوريا الجنوبية عن هدفها بأن تصبح رابع أكبر مصدّر للأسلحة عالميًا. ومع وجود شراكات جديدة وزيادة في الطلب من الدول التي تمتلك ميزانيات دفاعية ضخمة، يبدو أن الشرق الأوسط، وبالأخص منطقة الخليج، سيلعب دوراً محورياً في تحقيق هذا الطموح الكوري.