زيارة المبعوث الأمريكي الجديد إلى العراق
تتجه الأنظار نحو العاصمة العراقية بغداد مع استعداد المبعوث الأمريكي الجديد، مارك سافايا، لإجراء زيارته الأولى بعد توليه منصبه. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تمامًا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل. الهدف من الزيارة هو إبراز مدى اهتمام الولايات المتحدة بالوضع السياسي في العراق، الذي يُعد من الملفات المهمة على جدول أعمال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
جولة المبعوث الأمريكي في بغداد
يهدف سافايا إلى متابعة سير العملية الانتخابية عن كثب، حيث يتوقع أن تسعى الولايات المتحدة للتأثير على شكل الحكومة العراقية المقبلة. وطبقًا لمصادر مطلعة، من المقرر أن يصل إلى بغداد في بداية الشهر المقبل، مما يمنحه الفرصة لمراقبة الانتخابات عن قرب وتقييم آلياتها وعمليات التصويت.
يأتي هذا التحرك في إطار جهود واشنطن للحد من نفوذ الفصائل المسلحة وتحقيق استقرار سياسي وأمني في العراق. في هذا السياق، ترى “الإطار التنسيقي” العراقي أن الولايات المتحدة جادة في خطواتها تجاه العراق، حيث إنها لن تسمح بأي تدخل خارجي في تشكيل الحكومات، مما دفع بعض أطراف الإطار للبحث عن شخصية مستقلة لتولي رئاسة الحكومة، في محاولة لتخفيف الضغوط الأمريكية وكسب الوقت.
غير أن الإطار التنسيقي يواجه تحديات مستمرة، في ظل إصرار بعض الأحزاب والشخصيات المرتبطة بالفصائل المسلحة على المشاركة في الانتخابات، مما يزيد من مخاوف الاعتراف الأمريكي والدولي بنتائج الانتخابات في حال فوز هذه الجهات بمقاعد كبيرة. وفي هذا الإطار، يبدو أن إيران قد أدركت أهمية وجود رئيس حكومة عراقي يحظى بقبول أمريكي لكنه لا يتبنى مواقف معادية لطهران، وهو ما قد يساعد في تهدئة العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن.
لقد تعيين مبعوث خاص مثل سافايا يؤشر إلى زيادة اهتمام الولايات المتحدة بالملف العراقي، حيث يُمنح صلاحيات واسعة تتجاوز الدور التقليدي للسفير، مما يجعله عنصرًا محوريًا في السياسة الأمريكية بالعراق. ومن المحتمل أن يشهد توزيع المناصب السيادية في الحكومة القادمة تغييرًا في طريقة التفاهم والمحاصصة، مع إمكانية وجود تمثيل أكبر للكفاءات المستقلة، بدءًا من الرؤوس العليا وصولاً إلى المناصب الاقتصادية، مما يعكس تحولًا جذريًا في المشهد السياسي العراقي. هذه التطورات تبرز أهمية إعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومنحها القدرة على التعامل مع الأجندات الأمريكية الهادفة إلى عزل الفصائل المسلحة.

تعليقات