باركليز البريطانية تستأنف نشاطها في السعودية بعد غياب 11 عامًا: استثمار جديد يعكس ثقة العالم في اقتصاد المملكة
في خطوة تعكس قوة الاقتصاد السعودي وجاذبيته للمؤسسات المالية العالمية، أعلنت مجموعة باركليز البريطانية عن عزمها العودة إلى السوق السعودي بعد غياب دام إحدى عشرة سنة. تأتي هذه الخطوة كدليل على الثقة الدولية في المسار الاقتصادي الذي تسير عليه المملكة في ظل رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعظيم الاستثمارات في مجالات واعدة.
خطة باركليز للعودة إلى السوق السعودي
بدأت مجموعة باركليز بالفعل اتخاذ الإجراءات الضرورية للحصول على التراخيص الرسمية اللازمة لممارسة أنشطة الاستثمار المصرفي في المملكة. ومن المخطط أن يُفتتح المقر الجديد للبنك في العاصمة الرياض خلال العام المقبل، ليكون مركزًا إقليميًا لإدارة عملياته في منطقة الشرق الأوسط.
لم تأتِ عودة باركليز إلى السعودية من قبيل الصدفة، بل جاءت نتيجة دراسة مستفيضة للفرص الاقتصادية المتاحة، خاصة بالرياضة الكبيرة التي تشهدها ميادين التكنولوجيا والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وهي القطاعات التي تعتمد عليها الحكومة السعودية في المرحلة المقبلة.
استراتيجية باركليز للتوسع
أشار الرئيس التنفيذي للمجموعة إلى أن التوسع في المملكة يمثل جزءًا من استراتيجية باركليز لتعزيز وجوده في الأسواق ذات النمو السريع، موضحًا أن رؤية السعودية 2030 قد خلقت بيئة استثمارية جذابة للمؤسسات المالية العالمية. وأكد أن البنك يهدف ليكون شريكًا محوريًا في عملية التحول الاقتصادي من خلال دعم المشاريع الكبرى وتمويل المبادرات المستدامة التي تركز على الابتكار والتقنية.
دور الشراكات المحلية
استعان البنك برجل الأعمال السعودي محمد عبدالعزيز السرحان لقيادة عملياته في المملكة، مما يعكس حرصه على تعزيز التعاون مع الكفاءات المحلية ودعم الشراكات الوطنية. وقد شارك باركليز في عدة صفقات استثمارية في المملكة خلال السنوات الأخيرة، أبرزها تقديم الاستشارات لصندوق الاستثمارات العامة في إصداره الأول للسندات الخضراء، مما يعكس التزام البنك بالتمويل المستدام.
الرياض كمركز مالي إقليمي
تشهد العاصمة السعودية تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة لتصبح وجهة رئيسية للشركات العالمية والبنوك الكبرى، بفضل السياسات الحكومية التي تحفز على نقل المقرات الإقليمية إلى الرياض. وقد سبقت باركليز في هذه الخطوة بنوك كبرى مثل جيه بي مورجان وجولدمان ساكس، مما يعزز من مكانة الرياض كمركز مالي ينافس العواصم العالمية.
إن عودة بنك باركليز إلى السعودية ليست مجرد خطوة مصرفية، بل تعكس أيضًا تزايد الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي وإمكاناته لجذب الاستثمارات الكبرى. إنها خطوة تحمل آفاقًا جديدة للتعاون المالي والتجاري، وتساهم في ترسيخ مكانة الرياض كمحور اقتصادي بارز في قلب الشرق الأوسط.

تعليقات