مناطق النفط تحت وطأة الأزمات: نائب يحذر من تجاهل “الصناديق الخضراء” ويكشف معاناة مليوني عراقي

الصناديق الخضراء وأثرها على حياة المواطنين

حذر النائب علي سعدون من بقاء ما يُعرف بـ”الصناديق الخضراء” مجرد أقوال بلا تنفيذ. في تصريح له، أكد أن ملايين المواطنين في مناطق الجنوب والفرات الأوسط يواجهون أزمات بيئية وصحية خانقة بسبب قربهم من حقول النفط.

مبادرات داعمة للبيئة والصحة العامة

أشار سعدون إلى أن هناك مقترحاً قد تم تقديمه إلى الحكومة قبل أكثر من عام ويقضي بإنشاء صناديق مخصصة لتمويل مشاريع خدمية وإنسانية في المناطق المحيطة بالحقول النفطية، وذلك عبر ستة محاور أساسية. هذه المناطق تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات التلوث البيئي، إلى جانب تزايد حالات الإصابة بالأمراض السرطانية، فضلاً عن تفشي البطالة والفقر.

وعبر سعدون عن قناعته بأن هذه “الصناديق الخضراء” يمكن أن تحدث تحولاً حقيقياً في تلك المناطق من خلال تحسين الخدمات العامة، وإنشاء أحزمة خضراء للحد من التلوث، وتوفير مياه شرب صالحة، مع توفير فرص عمل للشباب. كما أكد على أهمية إنشاء مراكز طبية متخصصة لعلاج الأمراض السرطانية ودعم العوائل المتضررة.

وصرح النائب بأن هذه المبادرة تمثل بارقة أمل لأكثر من مليوني نسمة يعيشون داخل الحقول النفطية، محذراً من أن هذه المبادرة لا يجب أن تبقى حبيسة الأدراج، ودعا الحكومة إلى توفير التمويل اللازم من الموازنة العامة لتنفيذ المشروع وإنقاذ السكان من تبعات التدهور البيئي والمعيشي المستمر على حياتهم.

تعد المحافظات الجنوبية، فضلاً عن البصرة وذي قار والمثنى، من أبرز المناطق الغنية بالنفط في العراق، لكنها في الوقت نفسه الأكثر تضرراً نتيجة التلوث الناتج عن عمليات استخراج النفط، بالإضافة إلى الحرق المستمر للغازات. وتظهر التقارير البيئية والصحية ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية وتدهور جودة الهواء والمياه، نتيجة للضعف في الخدمات الصحية والبنية التحتية.