117 ألف هاتف مسروق في لندن: شاهدت هاتفي يتجه نحو لندن ودبي والصين!

تحدث السرقة بشكل مفاجئ; حركة سريعة لدراجة كهربائية ويد تمتد تجاهك، وفي لحظات قد تكون حياتك الرقمية في خطر. يتكرر هذا المشهد يومياً في شوارع بريطانيا.

زيادة سرقة الهواتف في لندن

إن أثر سرقة الهاتف لا يقتصر على الخسارة المالية فقط، بل يمتد لتدمير ذكريات وقيم شخصية. خضعت فينيلا رولينغ لتجربة مؤلمة عندما سُرق هاتفها “آيفون 16” أثناء تسوقها في كامبريدج في أغسطس الماضي.

فقدان الذكريات الثمينة

كان هاتفها يحتوي على مئات الصور العائلية وذكريات والدتها المريضة، والتي فقدتها إلى الأبد نتيجة عدم وجود نسخ احتياطية أو تفعيل حساب “آي كلاود”. وعبرت فينيلا بدموعها عن حزنها لفقدان تلك الذكريات، قائلة: “هذه لحظات لن أستطيع استعادتها أبداً”.

استخدمت فينيلا تطبيق “فايند ماي” لتتبع هاتفها المفقود، واكتشفت أنه تحرك إلى لندن ثم ظهر في دبي، تلتها رسائل احتيالية تطلب منها معلومات حساباتها أو مسح الهاتف.

في ظل تزايد سرقة الهواتف، أصبحت مثل هذه الحوادث شائعة، حيث تزداد العصابات تنظيماً واستهدافاً للأجهزة القابلة للبيع بأسعار مرتفعة.

أدين أحد اللصوص، سوني سترينغر، بسرقة 24 هاتفاً في ساعة واحدة وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين. يشير بول برينان، مسئول في رابطة سائقي سيارات الأجرة، إلى أن لندن أصبحت هدفًا سهلاً للصوص، محذرًا أنه لا أحد يُدرك خطورة الوضع حتى يحدث فعلاً.

تظهر إحصائيات شرطة العاصمة (ميتروبوليتان) أن عدد الهواتف المسروقة بلغ 117,211 خلال عام 2024، بزيادة 25% مقارنة بعام 2019.

تستخدم العصابات دراجات كهربائية خفيفة، مما جعل شرطة العاصمة تعتمد على دراجات أسرع لملاحقتها. يقول أحد ضباط الشرطة: “هم يكرهّون رؤيتنا في الشوارع”. وتوضيحًا لجهودهم، يُشير الضابط إلى تكثيف الأنشطة الأمنية باستخدام الطائرات الهليكوبتر لملاحقة اللصوص من السماء.

في الوقت ذاته، يساهم المواطنون في التصدي لهذه الظواهر. دييغو غالدينو، الذي يُعرف بصائد اللصوص، وثّق العديد من السرقات التي شهدها يومياً، ونجح في جذب انتباه الناس إلى هذه المشكلة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تعكس الوضعية المتزايدة للسرقات في العاصمة تزايد نشاط العصابات الأجنبية والداخلية، حيث يتنقل العديد من اللصوص بين العواصم الكبرى. وكما يضيف الضباط، بعض اللصوص يسافرون جواً إلى المملكة المتحدة لتنفيذ عمليات سرقة قبل مغادرتهم مجددًا.

مواكبة لهذه التحولات، تضاعف الجهود من قبل السلطات لرصد هذا النشاط ومحاربته، حيث تتطلب معالجة هذه المشكلة تضافر الجهود بين الشرطة والمجتمع. ويبقى التساؤل حول كيفية التعامل مع تفشي هذه الظاهرة في ظل تزايد المخاطر المتعلقة بالسلامة العامة.