نظام المناوبات الطويلة وتأثيره على الصحة في المؤسسات الطبية
ناقش الدكتور بدر المسيعيد، استشاري جراحة المسالك البولية، الأسباب التي تجعل العديد من المؤسسات الطبية تصر على نظام المناوبات الطويلة على الرغم من المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة به. وفي سياق حديثه، أوضح أن الخرافات السابقة التي كانت تشير إلى أن تقديم العلاج من قبل أكثر من طبيب قد يؤثر سلباً على جودة الرعاية المقدمة للمريض، زاعمة أن ذلك يؤدي إلى زيادة المضاعفات، لم تعد قائمة.
التوجهات الجديدة في الرعاية الصحية
أشار المسيعيد، خلال استضافته في برنامج «يا هلا» على قناة روتانا خليجية، إلى مجموعة من الأبحاث التي أجريت في هذا المجال، والتي لم تثبت صحة الادعاءات القديمة. حيث أوضح أن الأطباء الذين يقومون بمناوبات في متابعة المرضى لا يتسببون في حدوث مضاعفات، بل قد يكون لهم تأثير إيجابي على مستوى الرعاية.
كما تناول الدكتور بدر أهمية تكامل العمل بين الأطباء خلال فترات المناوبات. حيث يساعد وجود فريق متكامل من الأطباء على تبادل المعلومات وتقديم القرارات الطبية بشكل أفضل. ويعزز نظام المناوبات الفعال قدرة الأطباء على التركيز على مهامهم، حيث يتم تسوية الأعباء بين الفريق الطبي، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
وفي السياق ذاته، دعا المسيعيد إلى ضرورة إعادة النظر في توجيهات إدارة المستشفيات والمؤسسات الطبية بشأن تنسيق العمل وتأثيث بيئات العمل بما يتناسب مع احتياجات الأطباء والمرضى. حيث يعتبر الحصول على ساعات عمل سليمة في بيئة إيجابية أحد العوامل المهمة التي تؤثر على الحالة الصحية للأطباء، وبالتالي على جودة الخدمة المقدمة.
في الختام، يتضح أن التصور التقليدي حول تأثير تعدد الأطباء على رعاية المرضى يجب أن يتغير بناءً على الأدلة الحديثة، وأن صياغة نظم العمل الطبية يجب أن تأخذ في اعتبارها السلامة الصحية للأطباء والمرضى على حد سواء، لتحقيق أفضل النتائج الصحية للجميع.

تعليقات