ازدهار السينما في المملكة العربية السعودية
شهد قطاع السينما في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا منذ إعادة افتتاحه في عام 2018، مدفوعًا بالمبادرات الحكومية الطموحة من خلال رؤية 2030. وقد تجلّى هذا النمو في العديد من المؤشرات الإيجابية التي تعكس الاهتمام المتزايد بهذا القطاع الحيوي.
انتعاش صناعة الأفلام
ارتفعت مبيعات التذاكر السنوية بشكل كبير، حيث انتقلت من 6 ملايين تذكرة في عام 2020 وصولًا إلى 17 مليون تذكرة في 2024، مما يشير إلى زيادة بنسبة تقارب 90%. أما إيرادات دور السينما، فقد قفزت من 445 مليون ريال إلى 845 مليون ريال سعودي، مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الجمهور. وتجدر الإشارة إلى أن الأفلام المحلية حققت نجاحًا كبيرًا، حيث سجلت مبيعات تذاكر تجاوزت 120 مليون ريال، مقارنة بـ 13 مليون ريال في عام 2020.
هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة للدعم الحكومي الكبير الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. رؤية المملكة 2030، التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، تعمل على تعزيز مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الترفيه، والذي يُعد جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية.
مع تزايد عدد دور السينما وانتشارها في مختلف المدن، أصبح لعشاق الأفلام خيارات متنوعة تشمل مختلف الأنواع السينمائية، مما يسهم في تعزيز الثقافة السينمائية في المملكة. كما أن توافر الأفلام الوطنية في دور العرض ساهم في رفع مستوى التنافسية، مما أدى إلى تحسين جودة الأفلام المعروضة ورفع مستوى الإنتاج السينمائي السعودي بشكل عام.
في هذا السياق، يمكن القول إن قطاع السينما يساهم في خلق وظائف جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي، مما يحقق المزيد من الفوائد للمجتمع السعودي. الاختيارات المتاحة للمشاهدين اليوم تتجاوز مجرد مشاهدة الأفلام، بل تشمل أيضًا دعم الفنون والثقافات المحلية وتقديم محتوى يعكس واقع المجتمع وتطلعاته.

تعليقات