الانتخابات في إقليم كردستان: عدم تأثيرها على السوق يميزها عن باقي المحافظات

الانتخابات وتأثيرها على السوق في إقليم كردستان العراق

تتزامن الحملة الانتخابية الحالية في العراق مع انتعاش اقتصادي نسبي في العديد من المحافظات، إلا أن إقليم كردستان يبدو مختلفاً تماماً، حيث لم تُسجل الانتخابات المقبلة أي تأثير يُذكر على حركة الأسواق هناك.

رمزية الحملات الانتخابية في كردستان

يُشار إلى أن المحافظات الكردية تُعتبر الأقل تأثيراً من حيث الإنفاق مقارنة بباقي المناطق العراقية، حيث تظل حركة السوق مستقرة بشكل ملحوظ. ويشير الباحث الاقتصادي عثمان كريم إلى أن مستوى الإنفاق على الحملات الدعائية في الإقليم يعتبر محدوداً للغاية، إذ لا يتم تنظيم ولائم انتخابية أو تأجير قاعات ومطاعم أو شراء هدايا كما يحدث في بقية المحافظات.

تظهر الديناميات الانتخابية عند الأحزاب الكردية، خصوصاً تلك المتنفذة في السلطة، انعدام الحاجة إلى استثمارات مالية ضخمة. ويعود ذلك إلى تمتعها بنفوذ راسخ وقاعدة جماهيرية ثابتة. لذا، تقتصر نفقاتها بشكل أساسي على بعض المناطق الأكثر تنافسية مثل كركوك ونينوى، في حين تظل المحافظات الأخرى في الإقليم ذات جمهور مضمون ولاءاتهم السياسية ترتكز بشكل كبير إلى الأحزاب الحاكمة.

عادةً ما تترافق مواسم الانتخابات في العراق بزيادة في حركة السوق بسبب الإنفاق الكبير على الحملات الدعائية، مما ينعكس على زيادة الطلب على خدمات الطباعة واللوجستيات والإيجارات المؤقتة والسلع الأساسية، وبالتالي تؤدي إلى دورة اقتصادية قصيرة الأجل. إلا أن واقع إقليم كردستان مختلف، حيث إن الاستقرار الحزبي والسياسي يعكسان طبيعة الحملات الانتخابية التي تقترب من كونها رمزية أكثر من أن تكون تنافسية، مما يُفضي إلى ضعف النشاط التجاري المرتبط بالانتخابات.

إن هذا المشهد يبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها أسواق إقليم كردستان، والتي تفتقر إلى الحركة والنشاط المتوقَّع أثناء الفترات الانتخابية، مما يتطلب تفكيراً جدياً من قبل الأحزاب والنخب السياسية في كيفية تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الثقة في الفترات المقبلة.