البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين
أعلنت وزارة التعليم بالتعاون مع مؤسسة موهبة والمركز الوطني للقياس عن إطلاق المرحلة الجديدة من البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وهو يعد من المشاريع الوطنية البارزة التي تهدف إلى اكتشاف القدرات الاستثنائية لدى الطلاب في مختلف مراحل التعليم. هذا البرنامج يعد تجسيدًا لحرص القيادة على دعم العقول المبدعة وتمكينها من المشاركة الفعالة في مسيرة التنمية الوطنية، ويأتي ضمن إطار دعم الابتكار والبحث العلمي وتنمية المهارات الوطنية الشابة.
المبادرة الوطنية لاكتشاف القدرات
تبدأ عملية التسجيل في البرنامج خلال شهر أكتوبر الجاري، حيث تمتد فترة التسجيل حتى الثالث والعشرين من ديسمبر المقبل، مما يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الطلاب للمشاركة في اختبارات الكشف عن الموهبة والإبداع. تم تصميم البرنامج وفق منهجية علمية دقيقة تأخذ بعين الاعتبار أعلى المعايير التربوية والنفسية، لضمان دقة النتائج وجودة اختيار الموهوبين، مما يحقق مبدأ العدالة والشفافية بين جميع المشاركين.
كما تهدف الجهات المنظمة إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تضم جميع الطلبة الذين يمتلكون مؤشرات عالية من الموهبة عبر مختلف المناطق والفئات العمرية. يركز البرنامج بشكل خاص على دعم الموهوبين في مراحل التعليم العام، حيث يتم توفير مسارات متنوعة من الدعم الأكاديمي والتدريب والتأهيل لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم.
يهدف البرنامج أيضًا إلى تمكين الموهوبين من المساهمة في قطاعات المستقبل، وتعزيز مكانة المملكة في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، وذلك ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. يعتقد المختصون أن الاستثمار في القدرات الشابة يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الإبداع والتميز، مما يعزز من تنافسية المملكة على النطاق العالمي.
وقد حرصت وزارة التعليم على توسيع نطاق المشاركة ليشمل الطلاب من مختلف المدارس الحكومية والأهلية، لضمان العدالة في التمثيل بين جميع الفئات. تم تطوير أدوات ومقاييس دقيقة للكشف عن الموهبة بالتعاون مع خبراء دوليين وجهات وطنية متخصصة، لضمان موثوقية النتائج وتحقيق أعلى معايير الجودة. تشمل عملية التقييم اختبارات متعددة تهدف إلى قياس التفكير الإبداعي والتحليل المنطقي والقدرة على حل المشكلات، بالإضافة إلى مؤشرات الأداء الأكاديمي.
أيضًا، تعمل مؤسسة موهبة على تقديم برامج متقدمة للطلبة الذين يتم قبولهم في مراحل لاحقة، والتي تتضمن دورات مكثفة ومشاريع علمية وأكاديمية متخصصة. يتم تزويد الموهوبين المقبوليْن بفرص للمشاركة في مسابقات محلية ودولية، مما يساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوسيع آفاقهم العلمية.
يعتبر البرنامج نموذجًا وطنيًا متميزًا في مجال اكتشاف الموهوبين، حيث يجمع بين خبرة المؤسسات التعليمية والتقنيات الحديثة في القياس والتقويم. وقد أثبت البرنامج نجاحه في السنوات السابقة من خلال اكتشاف آلاف الطلبة الذين أصبحوا نواة لمواهب سعودية رائدة في مجالات علمية وتقنية متنوعة. كذلك، ساهمت نتائج البرنامج في دعم المبادرات الوطنية الهادفة لتطوير التعليم وتحسين مخرجاته لتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي.
من المتوقع أن يساهم التوسع في البرنامج هذا العام في اكتشاف جيل جديد من المبدعين الذين سيشكلون الثروة الحقيقية للوطن. يستمر التسجيل حتى الثالث والعشرين من ديسمبر، حيث يمكن للطلبة وأولياء الأمور الدخول إلى المنصة الإلكترونية الخاصة بالبرنامج لاستكمال خطوات التقديم بكل يسر وسهولة.

تعليقات