التنافس السياسي السني في العراق
تشهد الأجواء السياسية في العراق، ولا سيما في الأنبار، تصاعدًا ملحوظًا في حمى التنافس بين القوى السياسية السنية مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة. يترافق هذا التنافس مع تبادل الاتهامات حول المناصب الوزارية، حيث تحاول كل جهة تثبيت أقدامها في الساحة السياسية. في هذا السياق، توجّه الباحث في الشأن السياسي عبد الله الفهد انتقادات قوية لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، مشيرًا إلى أن الحديث عن “احتكار وزارة” يعكس حالة من الإفلاس السياسي والخوف من المنافسة.
الإفلاس السياسي والقلق من المنافسة
وفي حديثه مع “بغداد اليوم”، أوضح الفهد أن مناصب الوزراء لا تتحدد بقرارات فردية من رؤساء الأحزاب المخلوعين من البرلمان، بل تتطلب توافقات ومفاوضات تتعلق بالوضع السياسي الراهن. وأكد أن تصريحات الحلبوسي الأخيرة، التي أفاد فيها بعدم السماح لأي طرف آخر بتولي الوزارات، تعكس حالة من العجز وضعف الثقة بالنفس. كما أشار الفهد إلى أن الحلبوسي، الذي يتهم وزارات سابقة بالفشل، كان هذا الأخير قد عيّن شخصيات غير كفوءة في مواقع حساسة، مما أثر سلبًا على مجمل الأداء الحكومي، وهذا ما يتذمر منه المواطنون.
كما أضاف أن الحزب الذي يتزعمه الحلبوسي يعيش حاليًا أوقاتًا من التردد والخوف، خاصة مع بروز تحالفات جديدة في الأنبار تنافسه على مراكز النفوذ، بعد أن كانت المنطقة في السابق تعتبر رائدة لدوره. وأكد الفهد أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها الحلبوسي تندرج تحت مظلة التوجهات السياسية المحبطة، والتي تعكس التراجع الذي يعانيه الحزب في المناطق الغربية من العراق، وبالأخص الأنبار.
الجدير بالذكر أن ردود الأفعال على تصريحات الحلبوسي قد أظهرت قلقًا بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض أن هذه الأحاديث ليست سوى محاولة للتغطية على الفشل، في وقت تسعى فيه القوى السياسية لمواجهة التحديات التي تواجهها على الأرض. الأوضاع الحالية تشير إلى أن المنافسة السياسية ستشتد مع قرب الانتخابات وتشكيل الحكومة، مما يستدعي من الجميع ممارسة لعبة السياسة بحذر وذكاء في زمن بدت فيه المنافسة بحاجة إلى استراتيجيات جديدة.

تعليقات