«الإفتاء»: احترام كبار السن واجب ديني واجتماعي ويجب توفير حياة كريمة لهم
احترام كبار السن واجب ديني
أثار فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب، حيث يظهر فيه شخص يعتدي على رجل مسن بهدف إخراجه من منزله. وتناولت دار الإفتاء المصرية هذا الأمر من منظور الإسلام وواجب المجتمع تجاه كبار السن والمسنين من خلال بيان موقف الدين الإسلامي من الرعاية والإحسان لهم.
مكانة كبار السن في الإسلام
أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الإسلام قد منح كبار السن مكانة كبيرة، مع التأكيد على أهمية رعايتهم والإحسان إليهم في جميع مراحل حياتهم. حيث ورد في القرآن الكريم التأكيد على بر الوالدين ورعاية الكبار، كما جاء في قوله تعالى: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا۟ إِلّا إِيّاهُ وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَو كِلَٰهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَا قَولًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]. هذه الآية تدل على ضرورة الإحسان إلى الوالدين، خاصة عندما يبلغان من العمر عتيًا، والامتناع عن أي شكل من الإهانة لهما، حتى بالكلمات.
إضافة إلى ذلك، استشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم» (رواه أبو داود)، مما يبرز أهمية الاحترام الذي يقدمه الإسلام لكبار السن ويعتبر الإحسان إليهم من الأعمال المفضلة عند الله سبحانه وتعالى.
كما أكدت دار الإفتاء على أن الرعاية لكبار السن لا تقتصر على الأسرة فقط، بل يجب على المجتمع جمعاء أن يساهم في توفير الرعاية اللازمة لهم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» (رواه الترمذي)، مما يدل على أن احترام كبار السن هو من القيم الجوهرية التي يعززها الإسلام.
ودعت دار الإفتاء إلى تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمسنين في المجتمع، مستندة إلى قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]. شددت الدار على أن رعاية المسنّين هي واجب ديني واجتماعي يتعيّن على الجميع الالتزام به، مع التأكيد على أهمية تضافر الجهود لتوفير بيئة مناسبة تضمن لهم حياة كريمة ورعاية تامة.

تعليقات