«الأزهر العالمي للفتوى» يؤكد: قطع صلة الرحم يعد من الكبائر!

صلة الرحم وأثرها في الإسلام

يتساءل محمد أحمد الحسيني عن موقفه تجاه والده الذي لا يرغب في الاتصال به، ويتساءل إن كان ذلك يُعتبر قطيعة للرحم في حال قام بتنفيذ رغبة والده. وفي هذا السياق، يتعين عليه التفكير بعمق في كيفية التعامل مع والده. فعلى الرغم من أن العلاقة قد تكون متوترة، إلا أن الإسلام يعلي من مكانة بر الوالدين ويحث على الإحسان إليهما والحرص على رضاهما.

الإحسان إلى الوالدين

يشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى على أهمية بر الوالدين، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ «الإسراء: 23». وقد حذر الله سبحانه وتعالى من عقوق الوالدين، إذ يُعدّ من أكبر الكبائر، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» ومن ضمنها عقوق الوالدين. لذا، يعتبر الإحسان إليهما واجبًا على كل مسلم.

فيما يتعلق بسؤال السائل عن قطيعة والده، يُستحسن له أن يسعى لفهم الأسباب التي تدفع والده للابتعاد عنه، وأن يبذل قصارى جهده لإرضائه وكسب وده، وتجنب كل ما قد يغضبه. فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الإذن للجهاد، فسأله النبي: «أحى والداك؟» وعندما أجابه بنعم، قال له: «ففيهما فجاهد».

بناءً عليه، ننصح السائل بالاستمرار في بر والده رغم الظروف الصعبة، فالصبر والإخلاص في إرضاء الوالدين يُعد من القيم العظيمة في الإسلام. من خلال هذه الجهود، يرجو السائل أن يجازيه الله في الدنيا ببر أولاده له، ويحظى برحمة الله في الآخرة.