الدكتور يسري جبر يوضح: هل يجوز قبول الهدايا من مصدر مال غير قانوني؟

قبول الهدايا والدعوات في الإسلام

صرح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، بأن الأساس في قبول الهدايا أو الاستجابة للدعوات إلى الطعام هو التأكد من أن مصدر المال حلال وخالص، دون وجود أي شبهة. وأكد على ضرورة حرص المسلم على التحقق من الحلال في طعامه وشرابه، والامتناع عن قبول ما فيه شك أو تردد.

الامتناع عن قبول الهدايا

وأضاف خلال ظهوره على قناة «الناس» أنه يتوجب الامتناع عن قبول الهدايا أو تناول الطعام في حالتين واضحتين؛ عندما يكون الشخص معروفًا بكسبه من مصادر غير مشروعة أو يعمل في مهنة محظورة شرعًا، أو عندما تأتي الهدية مصحوبة بنية إلحاق المنّ على الشخص أو التأثير عليه في قراراته ومواقفه، مما يؤدي إلى تبرير الأخطاء لاحقًا.

وأكد جبر أن التعامل مع أصحاب الأموال المشبوهة يجب أن يكون بمزيد من الرحمة والشفقة، بدلاً من الاحتقار أو التعالي. فقد أشار إلى أن هؤلاء الأشخاص في حاجة إلى الدعاء والنصيحة بالأسلوب اللين، لأنهم يتطلعون إلى الهداية والإصلاح. كما أضاف أنه يمكن للمسلم أن يذهب إلى الدعوة دون تناول الطعام، حرصًا على مشاعر الداعي، مع أمكانية الاعتذار بطريقة لطيفة كقول “أنا صائم”، ثم يؤدي ركعتين في بيته ويدعو له بالهداية، فصلاة الصالحين في منازل الآخرين قد تجلب البركة وتوقظ الضمير.

كما سلط الضوء على أهمية التحلي بحسن الخلق في الدعوة إلى الله، موضحًا أن تعزيز العلاقات الطيبة والمودة بين المسلمين هو الأساس لترك تأثير إيجابي. وأشار إلى أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي كانت سببًا في تحويل العديد من الكافرين إلى أولياء وصالحين. ودعا الجميع إلى التحلي بالحكمة والرفق في التعامل مع هذه المواقف، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر توادُّدًا ومحبة.