الاستثمار المستدام
خلال الدورة الثامنة من منتدى الشارقة للاستثمار 2025، التي انعقدت هذا العام بالتعاون مع “مؤتمر الاستثمار العالمي”، دعا قادة حكوميون وخبراء عالميون إلى ضرورة توحيد معايير الإفصاح البيئي والاجتماعي والحوكمي (ESG) لضمان الشفافية والثقة في الأسواق. كما أكدوا على أهمية توسيع الشراكات الإقليمية والاستثمار المستدام كسبيل للتعامل مع التحولات الاقتصادية العالمية، مشددين على أن الابتكار والاستدامة هما أساس المرحلة المقبلة في تشكيل النظام الاقتصادي الدولي.
التعاون الإقليمي
شهد المنتدى، الذي نظمته هيئة الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر بالتعاون مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار، مشاركة أكثر من 12 ألف شخص من 142 دولة، بينهم أكثر من 130 متحدثاً من الوزراء وقادة المؤسسات الدولية، حيث تناولوا التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية والمناخية وتأثير الاستثمار الأخضر والتمويل المستدام في بناء Economies المستقبل. يتفق المشاركون على أن الشفافية في تمويل المشاريع تشكل أساس استعادة ثقة المستثمرين، ودعوا إلى إلزام المؤسسات بالإفصاح عن استثماراتها وانبعاثاتها البيئية. كما أجمعوا على أهمية تطوير أدوات تمويل مبتكرة لجذب الاستثمارات المستدامة.
في الوقت نفسه، سلط المشاركون الضوء على أهمية الشراكات الإقليمية في مواجهة التحديات الاقتصادية، مشيرين إلى تجربة الإمارات في توقيع 13 اتفاقية تجارة حرة كقاعدة تحتذى لجذب الاستثمارات. وشددوا على ضرورة تكامل سلاسل الإمداد وتعزيز مرونة الأنظمة وسرعة الإجراءات، بما يسهل دخول الكفاءات إلى الأسواق.
تطرق المشاركون أيضاً إلى الاقتصاد الأخضر وأكدوا أنه يشكل نواة اقتصادات المستقبل، داعين إلى تفعيل الالتزامات البيئية وتحويلها إلى سياسات ملموسة، مع استعراض تجارب ناجحة من سلطنة عمان والبرازيل. ورغم تحديات البنية التحتية للطاقة النظيفة أمام الاستثمارات المستدامة، أكدت الآراء أهمية تسريع التحول نحو هذه المصادر في الدول النامية. كما أشاروا إلى دور المستهلكين في تعزيز الاقتصاد الأخضر، حيث أبدى 60% من الشباب استعدادهم لدفع تكلفة إضافية مقابل منتجات صديقة للبيئة.
في مجال التكنولوجيا، أكد مدراء شركات كبرى تأثير الذكاء الاصطناعي في خفض الانبعاثات وزيادة كفاءة العمليات الصناعية، معتبرين أن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً للطاقة والاستدامة بفضل ابتكاراتها. وأجمع المتحدثون على أن الاستثمار في الإنسان والمعرفة والتكنولوجيا هو الأساس لبناء مجتمعات قادرة على التكيف مع التحولات العالمية.
ختاماً، أشار المشاركون إلى أن منتدى الشارقة للاستثمار يمثل منصة عالمية للحوار الاقتصادي، حيث يجمع الخبرة الدولية والرؤية التنموية لدولة الإمارات، مع تأكيدهم أن مخرجات المنتدى ستساهم في صياغة أجندة الاستثمار العالمي بالمستقبل، من خلال التوصيات التي تدعم الاستدامة والشراكات العادلة وتمويل المشاريع الخضراء.

تعليقات